شهد سوق العملات الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة موجات هبوط قوية، تسببت في تراجع جميع العملات، وتخلت العملة الرقمية الأشهر في العالم "بيتكوين" عن مكاسبها القوية، حيث تراجعت لـ 25 ألف دولار، بعد أن كسرت الحاجز النفسي عند 30 ألف دولار في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتراجعت بيتكوين عند أدنى مستوى لها في حوالي شهرين، بعد أن صمدت طويلًا في الوقت الذي تراجعت فيه جميع العملات المشفرة الأخرى.
وجاء هذا التراجع الحاد في أسعار العملات الرقمية بشكل مفاجئ، حيث كان هناك العديد من الأنباء الإيجابية التي تعزز سوق الكريبتو، من بينها انتصار العملة المشفرة ريبل على هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
كما أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية موافقتها على طلب شركة "بلاك روك" أكبر شركة لإدارة الأصول على مستوى العالم وغيرها من المؤسسات المالية، لإنشاء صناديق متداولة للبيتكوين، مما عزز سعر البيتكوين.
ولكن فجأة سقطت بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية، وسط زيادة توقعات استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، بفعل البيانات الاقصادية القوية في الولايات المتحدة.
وأظهرت نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، استمرار مخاوف الأعضاء حيال التضخم المرتفع، حيث أكدوا على ضرورة استمرار التشديد النقدي للسيطرة على التضخم، مما عزز قوة الدولار، وتسبب في ضعف الطلب على العملات الرقمية.
وسجلت بيتكوين خسائر حادة بلغت أكثر من 11%، بعدما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقرير بأن شركة "سبيس إكس" العملاقة في مجال الطيران، والتي يمتلكها إيلون ماسك قامت ببيع ما يقرب من 373 مليون دولار من البيتكوين، والتي حصلت عليها بين عامي 2021 و 2022.
وانخفضت بيتكوين بنسبة 7.2% خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 17 أغسطس، وهو أكبر تراجع يومي لها منذ نوفمبر 2022، عقب انهيار منصة "إف تي إكس" لتداول العملات المشفرة.
ويرى المحللون أن انهيار منصة "إف تي إكس" من أهم الأسباب التي أدت لزيادة الضغوط على سوق العملات الرقمية، ودفعته للتراجع في نهاية العام الماضي.
وجاء تراجع بيتكوين وإخواتها من العملات المشفرة الأخرى، في أعقاب الحملة التي شنها المنظمين الأميركيين على القطاع، حيث قال "غاري جينسلر" رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إنه مليء بالاحتيال.
كما تأثرت معنويات المستثمرين وعزفوا عن التداول في العملات المشفرة، بعد قيام هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في يونيو الماضي، برفع دعوة قضائية ضد اثنين من أكبر بورصات العملات الرقمية في العالم، هما "بينانس" و"كوين باس"، ووجهت لهما العديد من التهم منهم انتهاك القانون والاحتيال وبيع الرموز الرقمية للأفراد دون تقديم الأوراق والتسجيلات المطلوبة.
من ناحية أخرى، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الأيام الماضية، لأعلى مستوى لها منذ عام 2017، مما وفر فرص استثمار بديلة آمنة ومضمونة وبأرباح عالية.
وعن مستقبل العملات الرقمية وأداءها خلال الفترة المقبلة، يرى المحللون أن بيتكوين ستعاود الصعود من جديد، وستعوض الخسائر الحادة التي تكبدتها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال محللو صندوق التحوط الأمريكي المتخصص في العملات الرقمية "بانتيرا كابيتال"، إن من المتوقع أن يرتفع سعر بيتكوين بقوة خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى 148 ألف دولار بحلول منتصف عام 2024.
وهناك توقعات أخرى تشير إلى ارتفاع سعر بيتكوين إلى 50 ألف دولار بحلول نهاية العام الجاري، و120 ألف دولار بحلول نهاية العام المقبل.
يشار إلى أن بيتكوين أنهت تعاملات يوم الجمعة الماضي مرتفعة، لتظل أعلى مستوى 26 ألف دولار، بعد أن تراجعت في بداية تعاملات يوم الخميس السابق إلى 25 ألف دولار.