تقرير التضخم ... التركيز على عوائد السندات مع توقف صعود الأسهم الأمريكية مؤقتًا

أظهر تقرير التضخم الذي طال انتظاره وعوائد السندات المرتفعة أحدث اختبار لارتفاع الأسهم الأمريكية الذي حقق مكاسب كبيرة خلال العام الجاري.

انتعش مؤشر S&P 500 القياسي بنسبة 16.6 في المائةعلى أساس سنوي حتى الآن، مدعومًا بتحسن التوقعات الاقتصادية والقلق بشأن التطورات في الذكاء الاصطناعي، كما كان الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لإنهاء زياداته في أسعار الفائدة الأمريكية.

ورغم ذلك، قد يعتمد مسار الأسهم خلال الفترة المقبلة على ما إذا كان تقرير التضخم الأسبوع المقبل يشير إلى بقاء أسعار المستهلكين متراجعة، كما يراقب المستثمرون عن قربمسار عوائد سندات الخزانة، التي أثارة حالة من القلق في أسواق الأسهم خلال الأيام الأخيرة بارتفاعها إلى أعلى مستوياتها في العام الجديد.

تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.27 في المالئة خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ 10 مارس.

يرى الخبراء أنه بعد الارتفاع الكبير في الأسهم، فإن أي نوع من الإشارات الضوئية فيما يتعلق بأي من بيانات الماكرو سيكون على الأرجح سببًا لجني الأرباح. 

في ظل أن أسعار المستهلكين لم تشهد صعوداً بهذه السرعة خلال الفترة الأخيرة، إلا أن بعض المستثمرين يتملكهمالخوف من أن التضخم العنيد قد يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على ترك أسعار الفائدة عند المستويات المرتفعةلفترة أطول من المتوقع، كما أن سوف تعلن الولايات المتحدة بيانات أسعار المستهلك يوم الخميس الموافق 10 أغسطس.

بيانات التوظيف الأمريكية

أشارت بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة يوم الجمعة أن الاقتصاد حافظ على وتيرة متوسطة لنمو الوظائف، ومع ذلك نمت الأجور بمعدل سنوي أسرع من المتوقع بنسبة 4.4 في المائة، كما يحذر العديد أن يكون السعر مرتفعًا جدًا بحيث لا يتماشى مع هدف التضخم الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

يقول المحللون أن قراءة أسعار المستهلك الأعلى من المتوقع الأسبوع المقبل قد تؤدي إلى هبوط في مؤشر S&P 500يصل إلى 5 في المائة، كما إن مثل هذا التراجع سيكون إيجابياً بالنظر إلى الارتفاع الكبير في المؤشر هذا العام.

قام مستثمرون آخرون بجني الأرباح، حيث دفعت المخاوف بشأن ارتفاع تقييمات الأسهم "آرون تشان" الشريك الإداري في صندوق التحوط من الأسهم Recurve Capital، إلى خفض حصص أسهم الشركات بما في ذلكشركة أمازون التي ارتفعت بنسبة 68 في المائة خلال العام الجاري.

يتم تداول مؤشر S&P 500 بحوالي 19.5 ضعف تقديرات الأرباح الآجلة لمدة 12 شهرًا، وهو أعلى بشكل كبير من المتوسط طويل الأجل البالغ حوالي 15.6 مرة.

كانت أسعار خام برنت في طريقها لتحقيق مكاسبهاللأسبوع السادس على التوالي، بانتعاش ما يقرب من 17في المائة خلال تلك الفترة وسط علامات على تراجع العرض العالمي وزيادة الطلب.

يقول الاقتصاديون، مادام يظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتًا ليتجه نحو الانخفاض، فإن السوق سيقبله تمامًا. 

قد يؤدي صدور رقم تضخم أقوى من المتوقع الأسبوع الجاري إلى تعزيز عوائد سندات الخزانة بشكل أكبر، حيثارتفعت العائدات التي تتحرك عكسيا لأسعار السندات، خلال الأسبوع الماضي بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة فيتش واحتمال تدفق إمدادات الخزانة في الربع الثالث.

تراجع العائد القياسي لعشر سنوات بشكل قوي بعد تقرير الوظائف يوم الجمعة لكنه استقر فوق من 4 في المائة، وهو مستوى شوهد آخر مرة في نوفمبر 2022.

يمكن أن يؤدي ارتفاع عوائد سندات الخزانة، التي يشارإليها على أنها من بين أكبر الاستثمارات أمانًا حول العالم لأنها مدعومة من قبل الحكومة الأمريكية، إلى انخفاضجاذبية الأسهم.

تكون التدفقات النقدية المتوقعة للشركة أقل أيضًا بالدولار الحالي عندما ترتفع أسعار الفائدة.

من المتوقع أن تكون الخطوة في عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات فوق مستوى 4 في المائة بمثابة رياح معاكسة لمزيد من التوسع في تقييمات الأسهم الضخمة بالفعل.

يبقى هناك العديد من الأخبار المتفائلة لمواصلة الارتفاع، حيث تجاوزت الأرباح من شركتي Amazon و Alphabetفي وول ستريت توقعات المحللين، على الرغم من أن الأرباح المخيبة للآمال من أبل، حيث تراجعت بنسبة 4.8 في المائةيوم الجمعة.

من جانب أخر، فاقت أكثر من 79 في المائة من شركات ستاندرد آند بورز 500 تقديرات الربع الثاني حتى الآن، وهو أعلى معدل تفوق منذ الربع الثالث من عام 2021.

وشهد الأسبوع الماضي أيضًا قيام محللين من بنك أوف أمريكا وجي بي مورجان بمراجعة توقعاتهم بشأن الركود في الولايات المتحدة، ومع ذلك يتوقع مجموعة من المشاركين في السوق أنه قد يجب على المستثمرين تحمل بعض الاضطرابات على المدى القريب.

يتوقع الاقتصاديون أن يستغرق السوق بعض الوقت لهضم المكاسب القوية التي تحققت منذ عام حتى تاريخه ويتحرك في فترة متقلبة.