تعتبر المضاربة على الأسهم من أهم وأخطر أنواع المضاربة المتواجدة في الأسواق المالية. ينجذب الكثير من المتداولين إلى أسهم المضاربة نظراً لارتفاع تقلبها مقارنة بالأسهم الأخرى، وهو الأمر الذي يخلق فرصاً لتوفير عوائد مالية أكبر حتى وإن كان هذا الأمر له مخاطر عديدة.
تعتبر المضاربة في الأسواق المالية هي عبارة عن عملية إجراء صفقة تجارية وسوقية لتحقيق عوائد كبيرة في أسرع وقت، كما يمكن حدوث خسائر فادحة لهذه المضاربة، لذا يجب على المتداولين أن يكون لديهم أفق زمني أطول حتى وإن كانت المضاربة قصيرة الأجل.
هناك اختلاف بين المضاربة والتحوط، فالتحوط مختلف تماماً عن مضاربة الأسهم فالمتحوطون يكونون أكثر تحفظاً في الأسواق عن المضاربين.
ودائماً يسعى المتداولون إلى الحفاظ على رأس مالهم دون حدوث أي خسائر في الأصل المالي الخاص بهم، أما المضاربون يسعون دائماً للاستفادة من تغير أسعار الأصول.
فالتحوط مخاطرة أقل، نجاح الصفقة يكون عالي، بينما المضاربة تكون ذات مخاطر أعلى، نجاح الصفقة يكون بنسبة أقل من التحوط ولكن أرباحها تكون أعلى.
يمكنك من خلال المضاربة تحقيق أرباح عالية، ولكن أيضًا المخاطر كبيرة. في النقاط التالية سنتعرف على إيجابيات وسلبيات المضاربة بالتفصيل:
1- رفاهية الاقتصاد
المضاربون الذين هم عادة على استعداد لتحمل مخاطر استثمارية أكبر من المستثمر العادي هم أكثر استعداداً للاستثمار في شركة أو أصل أو ورقة مالية غير مثبتة أو يتم تداول أسهمها بسعر منخفض للغاية، خلال الأوقات أو في المواقف التي يخجل فيها المستثمرون الأكثر تحفظًا.
وبالتالي، يوفر المضاربون رأس المال الذي يمكن الشركات الجديدة من النمو والتوسع، أو توفير دعماً لأسعار الأصول أو الصناعات التي مرت بشكل مؤقت بأوقات عصيبة مالياً أو غير مواتية. بهذه الطريقة، يساعد المضاربون في دعم الاقتصاد الكلي ودفعه إلى الأمام.
2- سيولة السوق
يضيف المضاربون السيولة إلى الأسواق من خلال التداول النشط. قد يكون السوق بدون مضاربين سوق بدون سيولة، يتميز بفروق كبيرة بين أسعار العرض والطلب وحيث قد يكون من الصعب على المستثمرين شراء أو بيع الاستثمارات بسعر السوق العادل. تحافظ مشاركة المضاربين على انسيابية الأسواق وتساعد على تسهيل التبادل بين المشترين والبائعين في جميع الأوقات.
3- تحمل المخاطر
يكمن معنى تحمل المخاطر الأعلى للمضاربين إلى تمويل الشركات على نطاق واسع وبشكل سهل. المضاربون على استعداد للمخاطرة بإقراض الأموال للشركات أو الحكومات أو المشاريع التجارية التي تفتقر إلى الائتمان الراسخ أو التي تتمتع حالياً بتصنيف ائتماني ضعيف، فبدون المضاربين فإن الشركات الوحيدة القادرة على الحصول على قروض ستكون تلك الشركات الكبيرة القائمة بالفعل مع تصنيف ائتماني ممتاز.
1- أسعار غير معقولة
يمكن للمضاربة في بعض الأحيان أن تدفع الأسعار إلى ما هو أبعد من المستويات المعقولة إلى التقييمات المرتفعة أو المنخفضة بشكل مفرط، والتي لا تعكس بدقة القيمة الجوهرية الحقيقية للأصل أو السند، وهذا يعني أن المضاربة قد تؤدي إلى تقلبات في الأسعار، على الرغم من كونها مؤقتة فقط يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأجل على ثروات واستقرار شركة أو صناعة أو حتى اقتصاد بأكمله.
2- فقاعات اقتصادية
من العيوب المرتبطة بالأسعار غير المعقولة أن المضاربة ترتبط بالفقاعات الاقتصادية، والتي تتشكل بسبب ارتفاع غير واقعي في الأسعار. تنتج فقاعة المضاربة عن ارتفاع الطلب من قبل المضاربين في البداية، مما يؤدي إلى جذب المزيد من المضاربين وبالتالي ارتفاع الأسعار.
يتكرر ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب من المضاربين يليه مشترين جدد يجذبهم الارتفاع السريع في الأسعار مما يؤدي إلى زيادة الطلب وهو ما يدفع السوق إلى ارتفاع الأسعار حتى تنفجر الفقاعة وتنخفض الأسعار بشكل كبير.
3- التقلب
بالنسبة للمضاربة، قد يحدث الأداء الجيد عندما يكون هناك مستوى عالٍ جدًا من التقلبات. إنها نقطة خلافية حول ما إذا كان وجود المضاربين يزيد أو يقلل من التقلبات قصيرة الأجل في السوق. قد يساعد توفير رأس المال والمعلومات في استقرار الأسعار بالقرب من قيمها الحقيقية. من ناحية أخرى، قد يؤدي سلوك المشاركين في السوق أيضًا إلى زيادة التقلبات في بعض الأحيان.
4- عمليات مشبوهة
تسهل المضاربة عمليات غسيل الأموال حيث يتم تنفيذ المعاملات الوهمية من قبل وسيط لآخر بأسعار أعلى تم إنشاؤها بشكل مصطنع. هذا يضلل الوسطاء الآخرين.
5 – مخاطر كبيرة
تنطوي عملية المضاربة بشكل عام على مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن ينقلب السوق ضد المتداول أثناء عملية التداول، مما يعني أن هناك خسائر كبيرة قد تحدث.
أمور أساسية يجب تعلمها
هناك بعض الأمور التي ستساعدك في رحلتك للمضاربة في الأسهم وهي:
التحليل الفني: يعتبر التحليل الفني من أهم الطرق المتبعة في الأسواق المالية، حيث تقوم بدراسة اتجاه الأسهم أو الأصول المالية الأخرى في فترة زمنية معينة، كما يستخدم التحليل الفني في التداول الإلكتروني الذي يتم عبر الإنترنت. كما أن أدوات التحليل الفني تساعد المتداول على التنبؤ بأسعار الأسهم في المستقبل.
التحليل الأساسي: فهو يقوم بدراسة البيانات الاقتصادية، حيث ينظر المحللون الأساسيين في جميع البيانات المتاحة لمساعدة المتداولين على تحديد القيمة النسبية للسوق. يبحثون بعد ذلك عن التناقضات بين سعر السوق الحالي وتقييمهم الخاص لتحديد فرص التداول الفورية.
قراءة التقارير الاقتصادية: يجب عليك متابعة التقارير الاقتصادية للشركات التي تتداول على أسهمها، مثل النتائج الفصلية، تقارير الأرباح وغيرها من التقارير الهامة.
هناك عدد كبير من الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها للمضاربة في الأسهم، ولكن بشكل خاص، نتناول أشهرها في النقاط التالية.
تعتبر من أهم وأفضل إستراتيجيات التداول والمضاربة في الأسواق المالية، فهي تعتمد على قياس الزخم الموجود في صفقة ما. كما يمكن استخدام هذه الإستراتيجية في التداولات قصيرة الأجل التي لا تتجاوز مدتها أسبوعين.
في هذه الإستراتيجية يجب على المستثمرين انتهاز فرصة ارتفاع أسعار السهم، وذلك قبل حدوث تراجع في السوق وعودة الأسعار لمكانها الطبيعي، وبالتالي يمكن للمتداولين الاعتماد على الأدوات الموجودة على منصات التداول مثل أمر إيقاف الخسارة، والحفاظ على الأرباح.
تعد هذه الإستراتيجية واحدة من أهم الطرق للمضاربة على الأسهم، فهي خاصة بالمتداولين أًصحاب الخبرة في السوق والذين يستطيعون اتخاذ قرارات سريعة من أجل صفقتهم، وذلك بسبب المخاطر العالية الموجودة بسبب إمكانية حدوث ارتداد عكسي للأسعار وتحويل المكاسب إلى خسائر فادحة.
ومن أهم الأمور التي تتصف بها استراتيجية سكالبينج هي تحقيق مكاسب صغيرة من خلال عدد من الصفقات السريعة التي يتم فتحها بصورة متكررة.
يطلق عليها أيضًا استراتيجية المدى. ويعتمد نهجها على أن الأسواق تتجه نحو 30٪ فقط من الوقت. تمثل هذه الحقيقة مشكلة للمتداولين الذين يتطلعون إلى التقاط الحركات الكبيرة. بقية الوقت تميل الأسواق إلى التداول في نطاق معين، ولكن ماذا يعني هذا؟
نطاق التداول يحدث عندما يتحرك السوق باستمرار بين سعرين أو مستويين لفترة زمنية محددة. مثل تتبع الاتجاه، والذي يمكن استخدامه في أي إطار زمني. يمكن رؤية التداول في النطاق في جميع الأطر الزمنية، من الرسوم البيانية قصيرة المدى ذات الخمس دقائق إلى الرسوم البيانية اليومية والشهرية طويلة الأجل.
على عكس تتبع الاتجاه، يرى التداول في النطاق أن المتداولين يتجهون إلى مراكز الشراء والبيع (في أوقات مختلفة) اعتمادًا على موضع السعر داخل النطاق. عادة في الاتجاه الذي يتبعه المتداولون سوف يسلكون الاتجاه العام للاتجاه، ويشترون الانخفاضات في الاتجاه الصعودي ويبيعون الارتفاع في الاتجاه الهابط.
على النقيض من ذلك، يسمح التداول عبر النطاق للمتداول بالقيام بالأمرين، نظرًا لأن السعر يتحرك بين مستويين واضحين (في هذا الإطار الزمني على الأقل) ولا يحرز أي تقدم صعودًا أو هبوطًا.
نموذج استراتيجية القمة المزدوجة هو نموذج مخطط قمة مزدوج يمثل انعكاسًا هبوطيًا يصل فيه السعر إلى نفس المستويات مرتين مع انخفاض طفيف بين القمتين. عادة ما يشير نمط القمة المزدوجة إلى تغيير متوسط أو طويل المدى في الاتجاه. عند تحديد النموذج، يحتاج المتداولون إلى فهم أن القمم والقيعان لا يجب أن تشكل شكل M مثاليًا للنمط لكي يظهر.
تعتمد هذه الإستراتيجية بالبحث على السهم المراد المضاربة عليه، والقيام بمراقبة الاتجاهات الخاصة به وذلك من خلال المخططات والرسوم الفنية، ففي حالة صعود السهم تكون نقطة الدخول لشراء السهم هي انخفاض السهم خلال الاتجاه الصاعد.
يعتمد متداولوا هذه الإستراتيجية على حركتين متتاليتين للسعر المرتفع قبل أن ينخفض ويعود إلى مساره الطبيعي، فيمكن حدوث انعكاس لاتجاه السهم عند استخدامها فيتحول السهم من الاتجاه المرتفع إلى المنخفض، ولكن هذا الأمر لن يدم طويلاً.
في الآونة الأخيرة فإن معظم الأسهم المتعلقة بقطاع البترول والنفط تشهد ارتفاعاً وخاصة عقب الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تأُثير الكثير من الأخبار الاقتصادية والسياسية العالمية على بعض الأسهم المتأرجحة، فأي تقرير أو بياناً سلبياً يؤثر بشكل سلبي على سهم شركة ما والعكس صحيح.
يمكن استخدام إستراتيجية تداول الأخبار في المضاربة على الأسهم وذلك من أجل تحقيق مكاسب من خلال الأخبار الاقتصادية والسياسية العالمية التي تحدث يومياً.