قبل أيام من إعلان ستاربكس عن أرباحها الفصلية .. هل ستؤثر حملات المقاطعة على الأداء؟

يترقب الجميع إعلان شركة القهوة الشهيرة ستاربكس SBUX ومقرها سياتل عن أرباحها الفصلية، والمنتظرة قبل نهاية هذا الشهر وتحديدًا في 30 يناير، حيث يقاطع الكثير من المستهلكين متاجرها بسبب حملات مقاطعة عالمية على إثر دعمها لإسرائيل، وسوء معاملتها لموظفيها ومشكلات مع نقابة عمالها. 

وفي مواجهة هذه الأحداث، يتوقع السوق تأثيرًا على نتائج الشركة القادمة، والتي تشمل الفترة من نوفمبر إلى يناير. 

في تحليل حديث، قام جون إيفانكو، محلل جيه بي مورجان، بتخفيض توقعات نمو مبيعات ستاربكس الأولية المماثلة في الولايات المتحدة للربع الأول من 6٪ إلى 4٪. بينما تأتي التوقعات من وول ستريت بأن تصل مبيعات الشركة في نتائج الربع الأول من عام 2024 القادمة إلى 9.67 مليار دولار، وهو أقل بشكل ملحوظ من التقديرات البالغة 9.88 مليار دولار لهذا الربع في نفس الوقت تقريبًا من العام الماضي.

ويتوقع محللو وول ستريت أن تعلن شركة ستاربكس (SBUX) عن أرباح ربع سنوية قدرها 0.93 دولار للسهم الواحد في إصدارها القادم، مما يشير إلى زيادة سنوية بنسبة 24٪. ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 9.59 مليار دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 10٪ مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.

يعكس المستوى الحالي مراجعة هبوطية بنسبة 2.3٪ في تقديرات ربحية السهم المتفق عليها للربع على مدار الثلاثين يومًا الماضية. يوضح هذا كيف قام المحللون الذين يغطون السهم بإعادة تقييم توقعاتهم الأولية بشكل جماعي خلال هذه الفترة.

قبل إعلان أرباح الشركة، من الضروري النظر في مراجعات تقديرات الأرباح. وهذا بمثابة مؤشر مهم للتنبؤ بإجراءات المستثمرين المحتملة فيما يتعلق بالسهم. لقد أثبتت الأبحاث التجريبية باستمرار وجود علاقة قوية بين الاتجاهات في مراجعة تقديرات الأرباح وأداء سعر السهم على المدى القصير.

انخفض سهم SBUX بنسبة 11٪ خلال العام الماضي، على إثر حملات المقاطعة ضد العلامة التجارية والتي بدأت منتصف أكتوبر من العام السابق.

وانخفض السعر للسهم الواحد من 92.8 دولار أمريكي ليصل إلى فقط 92 دولار في أول أيام الحرب خلال شهر أكتوبر 2023.

وبعد الانخفاض لمدة 12 جلسة متتالية في سوق الأسهم بين شهري نوفمبر وديسمبر - وهي أطول فترة منذ طرح الشركة للاكتتاب العام في عام 1992 - تمتداول سهم ستاربكس في بداية ديسمبر عند 95.80 دولارًا للسهم، أي أقل من أعلى مستوى سنوي له وهو 115 دولارًا.

ووفقًا لما نُشر على موقع "إيكونوميك تايمز"، فقد انخفضت أسهم ستاربكس بنسبة 8.96% منذ شهر نوفمبر وحتى ديسمبر. يمثل هذا خسارة هائلة بلغت نحو 11 مليار دولار أمريكي. 

سجل هذا الانخفاض في السوق رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث شهدت شركة ستاربكس انخفاضًا في أسعار الأسهم في فترة 12 جلسة تداول متتالية وهو يعتبر أطول انخفاض منذ إنشاء السلسلة كما أوضحنا.

وتكافح الشركة وتبذل قصارى جهدها بهدف الحفاظ على صورة علامتها التجارية بين خضم من القضايا العالمية المثيرة للإنقسام العميق.

وتكبدت أسهم ستاربكس خسائر باهظة منذ 16 نوفمبر 2023، الأمر الذي جعل سهم سلسلة ستاربكس يعاني كثيرًا لمحو تلك الخسائر.

وخلال منتصف ديسمبر 2023 أغلق سهم سلسلة مقاهي ستاربكس عند 96.75 دولار أمريكي، متراجعًا بنسبة 1.1% على أساس يومي، لتصبح بذلك الجلسة السادسة عشر التي تخسر فيها الشركة مقابل 4 جلسات فقط باللون الأخضر منذ بداية ديسمبر الماضي. 

تكبدت سلسلة مقاهي ستاربكس خسارة ضخمة في القيمة السوقية، بلغت ما يقارب 12 مليار دولار أمريكي، وهذا يمثل هبوطًا في القيمة السوقية بنسبة 9.4%، مما يوحي بإطلاق جرس الإنذار داخل المؤسسة.

وتراجع رأس المال السوقي لمجموعة ستاربكس من 123.2 مليار دولار خلال نوفمبر ليصل إلى 111.2 مليار دولار بختام جلسة منتصف ديسمبر 2023.

وعانت سلاسل ستاربكس حول العالم من حملات المقاطعة والإضراب الداخلي للموظفين، مما أدى إلى تراجع الطلب.

وبعد ذلك، قررت شركة ستاربكس خفض سعر المنتجات من خلال العروض، لدعم الطلب على مشروباتها.

وذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز في تقرير لها: "تداعيات المقاطعة تجاوزت الحدود، حيث أفادت التقارير أن شركة ستاربكس في مصر قلصت حجم قوتها العاملة بسبب الضغوط المالية الناجمة عن آثار المقاطعة".

وتمتلك سلسلة ستاربكس أكثر من 35 ألف فرع حول العالم في 86 دولة، معظمها يقع في الولايات المتحدة.

ووفقًا لما تم إعلانه، فإن تداعيات المقاطعة قد تجاوزت الحدود، حيث أفادت التقارير أن سلسلة مقاهي ستاربكس في بعض البلدان العربية قامت بتقليص حجم قوة العاملين بها بسبب الضغوط المالية التي نجمت عن آثار المقاطعة وذلك يمثل شهادة على التأثير الملموس للإحتجاجات العالمية واسعة النطاق ضد العلامات التجارية التي أعلنت دعمها لإسرائيل. 

بينما تتنقل ستاربكس خلال هذا المنعطف شديد الحرج، فإن السلسلة تواجه معركة صعبة وعصيبة لإستعادة ثقة السوق بهدف إستعادة مكانتها السابقة في أعقاب هذه الأوقات المضطربة.