شهدت شبكة إيثريوم انخفاضًا ملحوظًا في رسوم المعاملات اليومية، حيث تراجعت إلى 731,472 دولارًا في 8 فبراير 2025، وهو أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2024. يعد هذا الانخفاض هو الأول من نوعه منذ خمسة أشهر، ليكشف عن صعوبات تواجه العملة المشفرة، على الرغم من النمو الكبير في استخدام شبكة إيثريوم في السنوات الأخيرة.
تعود هذه الانخفاضات إلى عدة عوامل، أبرزها الزيادة المستمرة في العرض الكلي لإيثريوم منذ أبريل 2024. هذا التزايد في المعروض من العملة العائدة إلى تغيير نظام إصدار العملة بعد دمج الشبكة (The Merge) في سبتمبر 2022، والذي أدى إلى تقليص التضخم بشكل كبير. ورغم ذلك، فإن تزايد المعروض قد أثقل على أداء إيثير، في وقت يعاني فيه السوق من تقلبات شديدة وسط تحديات اقتصادية وتجارية عالمية. كما أن إيثير فشل في تحقيق ارتفاعات جديدة، بينما شهدت عملات مثل بيتكوين انتعاشًا ملحوظًا، رغم أن الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في أسواق مثل الولايات المتحدة وهونغ كونغ كانت قد توقعت تحفيزًا أكبر للسوق.
إضافة إلى ذلك، نجحت شبكات الطبقة الثانية (Layer-2) في تقليل الازدحام على شبكة إيثريوم الرئيسية، مما أدى إلى تحويل جزء كبير من النشاط إلى هذه الشبكات، وهو ما قد يؤثر على الإيرادات التي تحققها الشبكة الأساسية. ولكن هذه الشبكات تواجها تحديات في التوافق البيني، مما يثير القلق بشأن مستقبل النظام البيئي لإيثريوم.
وفيما تزداد المنافسة من شبكات مثل ترون وسولانا التي قد تجاوزت إيثريوم في إجمالي الرسوم المحققة، تظهر بعض البيانات التفاؤل في مجتمع إيثريوم. ففي 7 فبراير 2025، سجلت عناوين التجميع أكبر تدفق يومي للإيثير على الإطلاق، حيث تم شراء 330,705 ETH بقيمة 833 مليون دولار، وهو ما يعكس استمرار الثقة في مستقبل إيثريوم رغم التحديات الحالية.
إيثريوم يواجه الآن فترة من التحولات، حيث تستمر الأسئلة حول مرونة الشبكة في التعامل مع التحديات المتزايدة، وهو ما يتطلب حلولًا مبتكرة لضمان استدامة النمو في المستقبل.