تواجه العملة الرقمية إيثريوم تحديات كبيرة في أعقاب الهجوم الإلكتروني الذي استهدف بورصة بايبت في 21 فبراير 2025، حيث تم سرقة أكثر من 1.4 مليار دولار من إيثريوم السائل المستثمَر وأصول رقمية أخرى، مما جعل هذه السرقة تُسجل كأكبر عملية سطو على العملات المشفرة في التاريخ. وتعتقد الجهات المعنية أن مجموعة لازاروس، المرتبطة بالدولة الكورية الشمالية، هي المسؤولة عن الهجوم.
في رد فعل سريع، قامت بورصة بايبت بشراء أكثر من 106,000 إيثريوم، بما يعادل حوالي 295 مليون دولار، في صفقات خارج البورصة، وهو ما أدى إلى استعادة نحو 50% من الإمدادات التي فقدتها في الهجوم. ساهم هذا الضغط الشرائي في دفع سعر إيثريوم للارتفاع بنسبة 5.38% في غضون يومين فقط من وقوع الحادث.
منذ بلوغه ذروته عند 4100 دولار في 16 ديسمبر 2024، شهد إيثريوم تراجعًا مستمرًا، لكن اختراق مستوى 3000 دولار يُنظر إليه الآن على أنه خطوة محورية في محاولة لوقف هذا الاتجاه الهبوطي. يعتقد المحللون أن إيثريوم قد يشهد مزيدًا من الارتفاعات في حال تمكن من تجاوز منطقة المقاومة بين 2700 و3000 دولار، خاصة إذا استمر اهتمام المستثمرين المؤسساتيين بالعملة.
من جانب آخر، تشير بيانات “آركام إنتليجنس” إلى أن مجموعة لازاروس تمتلك محفظة تحتوي على أكثر من 83 مليون دولار من العملات المشفرة، بما في ذلك 3.68 مليون دولار من إيثريوم. ورغم أن هذه الأموال تمثل جزءًا صغيرًا من إجمالي المبلغ المسروق، والذي يقدر بنحو 1.34 مليار دولار، إلا أن هناك توقعات بأن بقاء هذه الأموال دون تصريف قد يحد من الضغوط البيعية على إيثريوم في المستقبل القريب.
تظهر أيضًا بيانات من “كريبتو كوانت” انخفاضًا ملحوظًا في احتياطيات إيثريوم المتوفرة على البورصات، حيث تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2016. يُعتبر هذا الانخفاض في المعروض إشارة إيجابية، حيث قد يقلل من الضغط البيعي ويزيد من فرص تحرك السعر نحو الأعلى.
ورغم التقلبات التي تشهدها السوق حاليًا، يواصل بعض المحللين التأكيد على أن إيثريوم يتمتع بأسس قوية قد تدعمه في المدى الطويل، خصوصًا مع استمرار زيادة الاهتمام المؤسسي، وهو ما يعزز التفاؤل بشأن مستقبله في السنوات القادمة.