كيف نجحت "بيتكوين" في كسر حاجز الـ 30 ألف دولار؟ وهل ستواصل الصعود؟

كيف نجحت "بيتكوين" في كسر حاجز الـ 30 ألف دولار؟ وهل ستواصل الصعود؟
نجحت العملة الرقمية الأشهر في العالم "بيتكوين" في كسر حاجز الـ 30 ألف دولار، مطلع الأسبوع الجاري، وذلك لأول مرة منذ يونيو 2022.
وعلى عكس أغلب العملات الرقمية الأخرى، صمدت بيتكوين أمام التقلبات القوية التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، بسبب أزمة القطاع المصرفي، وحافظت على مسارها الصعودي.
ومنذ بداية العام الجاري، ارتفعت بيتكوين بأكثر من 80%، إلا أنها مازالت منخفضة بأكثر من 50% من أعلى مستوى لها على الإطلاق الذي سجلته في نوفمبر 2021.
كان الارتفاع الكبير لسعر بيتكوين خلال الشهر الماضي مفاجأة كبيرة للأسواق، في ظل انهيار بعض المصارف الأمريكية وانتقال العدوى إلى البنوك الأوروبية.
واصلت بيتكوين الصعود بخطى ثابتة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث زاد إقبال المستثمرون عليها، وأصبحت ملاذًا آمنًا.
تسببت أزمة القطاع المصرفي في زيادة المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي والتضخم، والدخول في أزمة مالية جديدة كما حدث من قبل في عام 2008.
كل هذه المخاوف دفعت المتداولين إلى البحث عن الأصول الآمنة، ولأول مرة تعامل المتداولون مع العملات المشفرة على أنها ملاذ آمن.
في الوقت نفسه، تجاهل المتداولون الدعوات القضائية والملاحقات التي قامت بها الحكومة الأمريكية ضد العملات الرقمية في الفترة الأخيرة، مما ساعد في دعم العملات المشفرة بشكل واسع.
كانت ولاية نيويورك الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق حظر أنشطة تعدين العملات الرقمية داخل حدودها لمدة عامين. 
وتلقى سوق العملات الرقمية دعمًا قويًا بعد الموافقة على مشروع قانون يقضي بتنظيم تعدين عملة البيتكوين، حيث أعلنت ولاية أركنساس الأمريكية تمرير مشروع قانون من شأنه تنظيم أنشطة تعدين عملة بيتكوين داخل حدودها.
ويحدد هذا القانون مجموعة من الإرشادات والتعليمات المُلزمة للمعدنين، كما يوفر الحماية اللازمة لهم من ملاحقات القوانين والضرائب.
من ناحية أخرى، لم يتأثر سوق الكريبتو بشكل كبير بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه الأخير برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بالرغم من أن زيادة أسعار الفائدة في الطبيعي يؤثر بشكل سلبي على أسعار العملات الرقمية ويدفعها للتراجع في ظل زيادة قوة الدولار.
وساعدت توقعات خفض وتيرة الرفع السريعة لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الأمريكي خلال الاجتماعات المقبلة، في دفع العملات الرقمية للصعود.
وقبيل اجتماع الاحتياطي الأمريكي الأخير، ارتفعت بيتكوين وإخواتها بالرغم من توقعات إقرار المجلس زيادة جديدة في أسعار الفائدة، وهذا يعني أن العملات الرقمية أصبحت أقل تأثرًا بقرار رفع الفائدة الأمريكية.
وبعد أن كسرت بيتكوين الحاجز النفسي عند 30 ألف دولار، فهل يمكن أن تواصل الصعود خلال الأسابيع المقبلة، وهل يمكن أن تصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 67 ألف دولار؟.
يرى بعض المحللون أن بيتكوين ستنجح خلال الأيام المقبلة في الوصول لمستوى أعلى 35 ألف دولار، في ظل استمرار معدل التضخم في الارتفاع.
وأشاروا إلى أن الأزمات والتقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، أظهرت أن العملات الرقمية من الملاذات الآمنة التي يمكن اللجوء إليها في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.
وتوقع البعض ارتفاع العملة الرقمية الأشهر في العالم "بيتكوين" إلى 130 ألف دولار بحلول نهاية العام الجاري، مع زيادة الاستثمار بها بشكل كبير. 
والبعض الآخر يرى أن العملات الرقمية استفادت بشكل واسع من اضطرابات القطاع المصرفي العالمي، وأزمة السيولة التي عانت منها بعض المصارف، ومخاوف النمو، وأنها ستعاود التراجع مرة أخرى مع إنتهاء هذه الأزمات.
يشار إلى أن العملات الرقمية شهدت خلال الأسابيع الماضية موجات هبوط عديدة وتقلبات قوية، لكنها سرعان ما تعود للارتفاع مرة أخرى.
وفي الغالب، ترجع أغلب موجات التقلب التي يشهدها سوق الكريبتو في الوقت الحالي إلى بدأ موسم جني الأرباح.
هل تحتاج مساعدة او لديك استفسار؟