ما هي الأسباب التي دفعت الذهب للارتفاع خلال 2023؟

شهدت أسعار المعدن الأصفر تداولاتها السنوية في عام 2023 ارتفاعاً قوياً مع ختام التعاملات، حيث حققت الأسعار ارتفاع بنسبة بلغت 13% خلال عام شهد تأرجح الأسعار بين مستويات متدنية قرب 1800 دولار ومستوى قياسي عند 2135.40 دولار، وبالتالي تحقق مكاسب للمرة الأولى في 3 سنوات.
حققت عقود معدن الذهب صعوداً قوياً خلال نهاية تداولاتها السنوية، حيث أنهت عقود الذهب الفورية العام عند مستوى 2.062 دولار للأوقية، وذلك مقابل 1.840 دولار ببداية عام 2023، أي محققة مكاسب بنسبة 13%.
ولعل أهم العوامل التي ساعدت على ارتفاع الذهب هو تراجع الدولار الأمريكي الذي عزز من مكاسب الذهب.
حيث حقثت أسعار الذهب دعم كبير خلال التعاملات السنوية، وسجلت الأسعار ارتفاعات قوية بدعم من ضعف أداء مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات أجنبية أخرى)، نظرا لوجود علاقة عكسية بينهما.
علاوة على ذلك؛ تكبد مؤشر الدولار الأمريكي خسائر سنوية بنسبة 2.00% واستقر قرب مستوى 101.379 نقطة، وهو أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، وذلك بعدما ارتفع بنحو 15% خلال العامين الماضيين، مما عزز من مكاسب أسعار الذهب في التعاملات السنوية.
ثانياً بالإضافة إلى تزايد توقعات الأسواق بشأن احتمالية أن يبدأ الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بوقت مبكر عن المتوقع في عام  2024 من المستويات الحالية البالغة 5.50%.
ثالثاَ المصرفية الأمريكية رفعت جاذبية معدن الذهب كملاذ آمن، حيث ارتفعت أسعار الذهب بقوة بوقت سابق من العام الماضي، جراء تزايد مخاوف المستثمرين بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن انهيار ثلاث بنوك كبرى داخل الولايات المتحدة، وهو ما يعتبر أكبر إفلاس بنكي حدث منذ الأزمة المالية والاقتصادية عام 2008.
حيث آثار انهيار بنك سيليكون فالي وسينجنتشر مخاوف الأسواق حيال تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية مجددا، وهذا ما زاد من الإقبال على معدن الذهب بالأسواق، وذلك لكونه من الملاذات الآمنة التي يزيد الطلب عليها في ظل الأزمات المالية والاقتصادية العالمية.
رابعاَ التوترات الجيوسياسية العالمية رفعت الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث شهد المعدن إقبال كبير عقب التوترات في منطقة الشرق الأوسط وأيضاً الحرب الإسرائيلية في غزة.