أنهت أسعار النفط تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع ملحوظ، مدفوعة بتفاؤل حذر بين المستثمرين بشأن آفاق السوق وتقييم التداعيات المحتملة للسياسات التجارية الأمريكية على النمو الاقتصادي العالمي.
وتمكنت أسعار الخام من تحقيق مكاسب أسبوعية رغم استمرار حالة القلق بشأن تباطؤ الطلب العالمي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر سبتمبر بنسبة 2.51%، أي ما يعادل 1.72 دولار، لتغلق عند 70.36 دولار للبرميل، مسجلة مكاسب أسبوعية تبلغ 3%.
وفي الاتجاه نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس بنسبة 2.82% أو 1.88 دولار لتستقر عند 68.45 دولار للبرميل، محققة زيادة أسبوعية بنحو 2.16%.
وجاءت هذه المكاسب على خلفية تقرير حديث أصدرته وكالة الطاقة الدولية، توقعت فيه أن تشهد أسواق النفط مزيدًا من التشدد خلال العام الجاري، رغم قيام الوكالة بخفض تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط.
وأشارت إلى أن توازن السوق قد يتعرض لضغوط بفعل سياسات الإنتاج وتطورات الاقتصاد العالمي.
وفي المقابل، ظلت أسعار النفط تواجه ضغوطًا بفعل مخاوف المستثمرين من احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي نتيجة تصاعد التوترات التجارية، لا سيما مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التلويح بفرض رسوم جمركية مرتفعة على عدد من الدول، وهو ما قد يلقي بظلاله على الطلب على الطاقة.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات حديثة صادرة عن شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الحادي عشر على التوالي، في إشارة إلى احتمالات تراجع الإمدادات الأمريكية من الخام مستقبلاً، وهو ما ساهم في دعم الأسعار.
وبين مؤشرات التفاؤل والحذر، تواصل أسواق النفط مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية عن كثب، وسط ترقب لما قد تحمله الأسابيع المقبلة من تحولات قد تؤثر على حركة الأسعار واتجاهات العرض والطلب.