تصاعدت حدة التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وسط تلميحات غير مباشرة من ترامب بإمكانية إقالته، ما أثار حالة من القلق في الأسواق المالية، خصوصاً في قطاع العملات المشفرة الذي يُعد من أكثر القطاعات حساسية تجاه التغيرات في السياسة النقدية.
وعلى الرغم من تعيينه لباول في عام 2017، يواصل ترامب انتقاداته العلنية له بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة، مجدداً دعواته لتنحيه، مع نفي نية العزل قائلاً: “أعتقد أن الأمر غير مرجّح… إلا إذا ثبت تورطه في احتيال”.
هذه التصريحات، رغم نفي العزل، كانت كافية لهزّ الأسواق. فقد انخفضت عوائد السندات الأميركية لأجل عامين بشكل حاد بعد تسريبات تحدثت عن احتمال إقالة باول، في وقت بدأت فيه مؤشرات سوق العملات الرقمية بالتحرك، وسط توقعات بحدوث موجة تقلبات حادة.
ويرى محللون أن أي تغيّر في قيادة الفيدرالي قد يفتح الباب أمام خفض أكثر جرأة للفائدة، وهو ما يتماشى مع مطالب ترامب بخفض يصل إلى 3 نقاط مئوية. مثل هذا السيناريو قد يعزز جاذبية الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها العملات الرقمية، ما يمهد لاحتمال صعود كبير في أسعارها على المدى القصير.
في المقابل، لا تقتصر التداعيات المحتملة على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى مستقبل تنظيم العملات المشفرة. فقد أظهر باول انفتاحاً نسبياً على تنظيم العملات المستقرة، معتبراً أن لها “مستقبلاً واعداً”، وهو نهج قد يتغير تماماً إذا تولّى المنصب شخص آخر بتوجهات مغايرة.
وسط هذه الأجواء، يبقى المستثمرون في حالة ترقب حذر، حيث قد تكون أي خطوة مفاجئة من ترامب الشرارة التي تعيد تشكيل خريطة الأسواق… وتقلب موازين سوق الكريبتو من جديد.