الغاز الطبيعي: إنعكاس في الإتجاه بسبب غزارة المعروض

في مقالات سابقة تحدثنا عن حدث جوهري في أسعار الغاز الطبيعي، وهو تجاوز حد المقاومة 3.50 دولار لأعلى. وهذا التجاوز كنا نقدره فنيًا على أنه نهاية منطقة عرضية تمثل "مرحلة تجميع" وهي أول المراحل الاتجاه الصاعد طويل الأجل.

لم يستطع ثيران الغاز الطبيعي الثبات طويلًا أعلى مستوى 3.50 دولار. حيث تم تسجيل أعلى سعر عند مستوى 4.35 دولار ثم شهد الأسعار تراجعًا مباغتًا بفجوة سعرية هابط أعادت الأسعار قرب مستوى 3 دولارات فقط.

هذا التراجع الحاد حدث بسبب ضخامة المعروض من الغاز الطبيعي مقابل ثبات أو انخفاض الطلب. حيث ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي مع دخول فصل الشتاء، وزادت أزمة المعروض بسبب انخفاض الإنتاج في بعض الدول إلى جانب وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية - الروسية.

لكن حاليًا شهدنا إنعكاس كبير في المعطيات. أهم هذه التغيرات الهدنة في الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني والدول العربية وهذا ما يساعد في إنسيابية الإمدادات دون أي إضطرابات.

أما على جانب الإنتاج الفعلي، نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في تكثيف إنتاجها للغاز ليرتفع إلى مستويات قياسية وتعود لكونها أكبر دولة مصدرة للغاز المسال في العام. وترامب دعا اوروبا لتكثيف مشترياتها من الغاز المسال الأمريكي.

كما عرضت تركيا تكثيف إمداداتها من الغاز إلى أوروبا. بالإضافة إلى الإمدادات القطرية إلى أوروبا مما يعني إحتواء أزمة الطاقة في أوروبا بشكل كامل. وبدأت بعض الدول تحقق اكتشافات جديدة للغاز تساعد في زيادة الإنتاج خلال عام 2025 مثل مصر والمملكة العربية السعودية.

كل هذه الأسباب رجحت كافة المعروض بشكل كبير، وهذا ما أسقط أسعار الغاز الطبيعي لمستويات 3 دولارات. فنيًا تنتفي النظرة المتفائلة متوسطة الأجل للغاز الطبيعي بعد عودة التداولات أسفل مستوى 3.50 دولار، ويقدر الإختراق الأخير بأنه "كسر كاذب"

نعتقد أن مستويات الدعم 2.75 - 2.50 ستكون الأهداف المحتملة لأسعار الغاز الطبيعي على الأجل القصير.