أعلنت شركة تسلا عن تراجع ملحوظ في إيرادات قطاع السيارات خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث شهدت الشركة انخفاضًا بنسبة 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إجمالي العائدات إلى 16.7 مليار دولار، مقابل 19.9 مليار دولار في الربع الثاني من 2024.
ويأتي هذا الانخفاض في إطار ثاني تراجع فصلي متتالي يُسجّل لقطاع السيارات الحيوي لدى الشركة.
وتُظهر بيانات تسلا أيضًا انخفاضًا في إيرادات بيع الاعتمادات التنظيمية، التي بلغت 439 مليون دولار، مقارنة بـ890 مليون دولار قبل عام. وشهدت الشركة في يوليو انخفاضًا في عدد المركبات الكهربائية التي سلمتها.
إذ بلغت 384 ألف سيارة، بانخفاض بنسبة 14% على أساس سنوي. ويعتبر عدد التسليمات مؤشرًا رئيسيًا لأداء مبيعات تسلا رغم عدم تضمينه في تقاريرها الرسمية بشكل دقيق.
وترجع الشركة هذا الأداء المتراجع جزئيًا إلى ردود فعل سلبية في الأسواق الأمريكية والأوروبية، خاصة بعد الدعم المالي الكبير الذي قدمه الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لحملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب دعمه لحزب اليمين المتطرف "البديل من أجل ألمانيا".
كما أشرف ماسك خلال فترة إشرافه على وزارة الكفاءة الحكومية ضمن إدارة ترامب على تقليص أعداد الموظفين الحكوميين وإلغاء عدة لوائح، بالإضافة إلى إنهاء دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
على صعيد الأرباح، سجلت تسلا انخفاضًا في صافي الدخل ليصل إلى 1.17 مليار دولار، أو 33 سنتًا للسهم الواحد، مقارنة بـ1.4 مليار دولار، أو 40 سنتًا للسهم في نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى الرغم من هذه النتائج المخيبة، أبقت الشركة على تفاؤلها بالمستقبل، مشيرة إلى بدء الإنتاج الأولي لطراز منخفض السعر في يونيو، مع خطط للإنتاج الكمي خلال النصف الثاني من 2025.
ومع ذلك، واجهت تسلا تحديات في إطلاق طراز "موديل 2" المنخفض التكلفة، الذي تم تأجيل طرحه وسط منافسة شرسة من شركات صينية تقدم سيارات كهربائية بأسعار معقولة مزودة بميزات القيادة الذاتية كمعيار قياسي، ما يضع تسلا تحت ضغط متزايد لتحديث تشكيلتها.
وشهدت أسهم تسلا تراجعًا بنحو 18% منذ بداية العام، مما يجعلها أسوأ أداء بين شركات التكنولوجيا الكبرى، في وقت ارتفع فيه مؤشر ناسداك بنسبة 9% خلال 2025.
يركز ماسك حاليًا على رؤية مستقبلية تتمحور حول تطوير سيارات الأجرة الذاتية "روبوتاكسي" والروبوتات البشرية "أوبتيموس".
وتهدف سيارات الروبوتاكسي إلى توفير مصدر دخل لأصحابها حتى أثناء النوم، في حين تُستخدم روبوتات أوبتيموس لأداء مهام متنوعة في المصانع ومجالات أخرى، بما في ذلك رعاية الأطفال.
وفيما يتعلق بأداء قطاع الخدمات والبنية التحتية، سجل قسم "الخدمات والمجالات الأخرى" الذي يشمل عائدات محطات الشحن الفائق نموًا في الأرباح الإجمالية بنسبة 17% على أساس سنوي.
وأرجعت تسلا هذا النمو إلى ارتفاع معدلات استخدام محطات الشحن الفائق، مما ساهم في زيادة الربحية.
وأعلنت الشركة أيضًا عن إضافة 2,900 وحدة شحن فائق جديدة خلال الفترة الماضية، بزيادة سنوية بلغت 18%، ليصل إجمالي عدد محطات Supercharger حول العالم إلى 7,377 محطة، في إطار جهود تسلا لتوسيع بنيتها التحتية وتعزيز شبكة الشحن لمستخدمي سياراتها الكهربائية.