في خطوة مفاجئة، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها "أوبك بلس" عن خفض طوعي لإنتاج النفط، بمقدار 1.657 مليون برميليومياً، اعتبارا من شهر مايو المقبل وحتى نهاية هذ العام 2023.
وقالت المنظمة، إن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق التوزان والحفاظ على استقرار سوق النفط، في ظل التقلبات القوية التي تشهدها الأسواق العالمية.
تسبب قرار "أوبك بلس" المفاجئ في إثارة مخاوف المستثمرين بشأن تأثيره على الاقتصاد العالمي، والجهود التي تبذلها البنوك المركزية الكبرى لكبح جماح التضخم، بعد أن وصل لمستويات قياسية غير مسبوقة.
يرى بعض المحللين أن الخوف من تراجع نمو الطلب العالمي على النفط في ظل أزمة السيولة التي تعاني منها بعض المصارف الأمريكية، ومخاوف تحولها إلى أزمة مالية، من أهم الأسباب التي دفعت "أوبك" لاتخاذ قرار خفض الإنتاج.
في نفس الوقت، مازال الاقتصاد العالمي يعاني من ركود، وأغلب التوقعات تشير إلى تباطؤ نموه خلال العام الجاري، وبالتالي فإن قرار المنظمة احترازيًا.
بالرغم من عودة فتح الاقتصاد الصيني، إلا أن الطلب الصيني على النفط لم ينمو بنفس الوتيرة التي كانت متوقعة.
وكانت أسعار النفط تعاني من ضغوط قوية من بينها الارتفاع الهائل في التضخم، ووتيرة الرفع السريعة لأسعار الفائدة، وزيادة قوة الدولار الأمريكي الذي يُسعر به النفط.
كل هذه الأسباب دفعت أسعار النفط للتراجع، وبالتالي فإن قرار "أوبك بلس" يأتي في صالح السوق، ويهدف فعلًا لتحقيق التوازن في السوق.
خلال تداولات الأسبوع الماضي، تعرضت أسعار النفط لموجة هبوط قوية، بسبب تشاؤم المضاربين بشأن أزمة القطاع المصرفي العالمي واحتمالية الدخول في أزمة مالية.
عقب قرار "أوبك بلس" ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5 دولاراتللبرميل أي حوالي 8 % خلال تداولات يوم الاثنين الماضي.
ففي بداية الأسبوع الجاري، ارتفعت أسعار النفط بشكل قوي، إلا أنها ظلت بعيدة عن المستويات القياسية الي سجلتها عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال الأسابيع المقبلة، حيث إن عنصر المفاجأة كان بمثابة ضربة قوية للمضاربين الذين يملكون عقودًا بناء على اعتقادهم أن الأسعار ستتراجع، وأن الصعود سيكون مؤقت.
وتوقع محللو السوق، ارتفاع أسعار النفط النفط إلى 105 دولاراتللبرميل بحلول الربع الأخير من هذا العام، فيما أعلن "جولدمانساكس" رفع توقعاته إلى 95 دولارًا من 90 دولارًا بحلول شهر ديسمبرالمقبل.
ويرى محللو "بنك أوف أمريكا" أن قرار "أوبك بلس" هو علامة قويةعلى أن المنتجين الرئيسيين يريدون تحديد "أرضية ثابتة للأسعار" عندمستوى 80 دولار للبرميل.
بشكل عام، فإن قرار الخفض الطوعي للإنتاج من قبل تحالف "أوبك بلس" سيساعد في منع أسعار النفط من التراجع، وسيجعل السوق أقوى خلال الشهور القادمة، خاصة أنه من المتوقع أن يصل التخفيض الفعلي لأكثر من 600 ألف برميل يوميًا.