أفادت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سجل مستوى قياسيًا في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 2.8% مقارنة بالعام السابق، ما يعادل زيادة قدرها 115 مليار متر مكعب. هذه الزيادة فاقت متوسط النمو السنوي الذي بلغ 2% خلال الفترة من 2010 إلى 2020. ووفقًا للتقرير الفصلي للوكالة، استحوذ الغاز الطبيعي على نحو 40% من إجمالي الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة في العام الماضي، مما يجعله الوقود الأكثر مساهمة في هذا النمو.
وقد ساهمت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل كبير في هذا التوسع، حيث شكلت حوالي 45% من إجمالي الطلب على الغاز في عام 2024. يعود ذلك إلى النمو الاقتصادي المستمر في المنطقة وزيادة الطلب الصناعي، مما يعكس تزايد الاعتماد على الغاز في مجالات متعددة. في المقابل، سجل العرض العالمي للغاز الطبيعي المسال زيادة بنسبة 2.5% فقط، أي ما يعادل 13 مليار متر مكعب، وهو أقل بكثير من متوسط نموه البالغ 8% بين عامي 2016 و2020، مما يعكس تحديات في تلبية الطلب المتزايد.
من جهتها، شهدت بعض الدول زيادة غير مسبوقة في الطلب على الغاز. في الولايات المتحدة، وصل الطلب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال العاصفة الشتوية "هيذر" في يناير 2024، حيث بلغ 3.9 مليار متر مكعب يوميًا. كما سجلت الهند زيادة حادة في الطلب على الغاز بنسبة 32% بين مايو ويوليو 2024، بسبب زيادة احتياجات التبريد في ظل الطقس الحار.
إلى جانب ذلك، تأثرت بعض الدول في أمريكا اللاتينية بموجات جفاف شديدة في عام 2024، لا سيما في البرازيل وكولومبيا. هذا الأمر أدى إلى انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما دفع الدولتين إلى زيادة الاعتماد على محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي لتعويض النقص في توليد الكهرباء.