سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011، وسط مؤشرات متزايدة على نقص المعروض في سوق لندن وارتفاع العلاوات السعرية في الولايات المتحدة، وهو ما عزز من جاذبية المعدن الأبيض في أعين المستثمرين.
وصعد السعر الفوري للفضة بنسبة 1.4% ليصل إلى 37.557 دولار للأوقية، بعدما لامس مستوى 37.59 دولار للأوقية، وهو الأعلى منذ سبتمبر 2011.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم شهر سبتمبر بنسبة 2.9% لتسجل 38.365 دولار للأوقية، وتتجه نحو إنهاء الأسبوع على مكاسب تبلغ نحو 3.5%.
وتبرز في السوق حاليًا فجوة واسعة بين السعر الفوري للفضة وأسعار العقود الآجلة، وهي ظاهرة نادرة، بدأت هذا العام مع تزايد التكهنات حول إمكانية فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على واردات الفضة.
وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة بشكل ملحوظ، ما دفع المستثمرين إلى تحويل كميات كبيرة من المعدن إلى مستودعات "كومكس" في نيويورك لحماية استثماراتهم، الأمر الذي أثر على توافر الفضة في الأسواق الأخرى.
وفي هذا السياق، أوضح دانييل غالي، المحلل في "تي دي سيكيوريتيز"، في مذكرة نقلتها وكالة "بلومبرج"، أن موجة السحب الأخيرة الناتجة عن توقعات فرض تعريفات جمركية أمريكية تسببت في انخفاض حاد في مخزونات الفضة المتاحة للتداول في بورصة لندن.
وأشار غالي إلى أن تقديراتهم تفيد بأن كميات الفضة الحرة في سوق لندن قد وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ما يزيد من الضغوط على المعروض ويدعم استمرار ارتفاع الأسعار.
وتعكس هذه التطورات قلق الأسواق من شح الإمدادات والتوترات التجارية التي تلقي بظلالها على قطاع المعادن، مع تزايد إقبال المستثمرين على المعادن النفيسة كأدوات للتحوط في مواجهة الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.