عادت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام إلى الانخفاض، بعد أن فقدت كل النمو الذي حققته في وقت سابق من جلسة التداول.
وتمارس مجموعة من العوامل الهبوطية الضغوط على الأسعار، بما في ذلك المخاوف بشأن تصعيد الحروب التجارية وعواقبها الاقتصادية، فضلاً عن توقعات زيادة المعروض النفطي في السوق بعد تحرك دول أوبك+ لزيادة الإنتاج وتخفيف العقوبات المحتملة ضد روسيا.
بلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت لشهر مايو في بورصة لندن للعقود الآجلة 69.84 دولار للبرميل، وهو أقل بنحو 0.52 دولار بنسبة 0.74 في المائة عن إغلاق التداولات السابقة.
انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل على بورصة نيويورك التجارية (NYMEX) بمقدار 0.47 دولار بنحو 0.7 في المائة إلى 66.57 دولار للبرميل.
منذ بداية العام الجاري، انخفض سعر خام برنت بنسبة 5.7 في المائة، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.2 في المائة.
وتثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي فرضت بالفعل رسوماً جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين ثم علق بعضها، مخاوف بين المستثمرين، الذين يعتقد كثيرون منهم أن مثل هذه الحماية الجمركية ستضر بالنمو الاقتصادي والطلب على النفط. دخلت الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على الواردات الأمريكية حيز التنفيذ يوم الاثنين.
وقال الرئيس الأميركي، إن الاقتصاد الأميركي يواجه فترة انتقالية، وقال ترامب عندما سئل عن احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال مقابلة تلفزيونية: "ستكون هناك فترة انتقالية لأننا نتخذ خطوات كبيرة للغاية. سنعيد الثروة إلى أمريكا. سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني أعتقد أنه سيكون رائعًا بالنسبة لنا".
ويشير المحلل المالي في شركة "بي في إم" تاماس فارغا إلى أن حالة عدم اليقين العامة المحيطة بالرسوم الجمركية لها تأثير سلبي على سوق النفط، في حين أن احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وروسيا يمنع انخفاض الأسعار.
وقال دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه يدرس فرض عقوبات ورسوم جمركية على روسيا للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية. وفي وقت لاحق، ذكرت وسائل الإعلام أن الدائرة الداخلية للرئيس تدرس خيارات لتخفيف العقوبات ضد الاتحاد الروسي، بما في ذلك "سقف سعري" على بيع النفط الروسي.
يشير الخبراء إلى انخفاض واردات الصين من النفط في يناير وفبراير هذا العام إلى نحو 10.4 مليون برميل يومياً، بانخفاض 3.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أعلنت شركة أرامكو السعودية عن خفض أسعار النفط للتسليمات إلى الدول الآسيوية والأوروبية اعتباراً من أبريل. ومن المتوقع أن ينخفض سعر الوقود العربي الخفيف للمشترين الآسيويين بمقدار 0.4 دولار للبرميل، وسيزيد بنحو 3.5 دولار عن سلة نفط عمان/دبي.
وفي الأسبوع الماضي، أكدت أوبك+ خططها لبدء زيادة تدريجية في الإنتاج في أبريل، في حين كان العديد من المحللين يأملون في تأخير نمو العرض مرة أخرى.
في غضون ذلك، ارتفع عدد منصات الحفر النشطة للنفط والغاز في جميع أنحاء العالم في فبراير، بفضل كندا، بحسب شركة خدمات حقول النفط الأميركية بيكر هيوز.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد المنشآت في فبراير بواقع ثمانية منشآت مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 590 منشأة، وفي كندا، ارتفع العدد بواقع 38 منشأة، ليصل إلى 247 منشأة.
ومن المقرر أن تنشر وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك في وقت لاحق من هذا الأسبوع توقعات العرض والطلب على النفط شهريا.