خسائر حادة.. دعوات قضائية.. إجراءات تنظيمية جديدة..هل ستنجح العملات الرقمية في مواجهة هذه الضغوط؟

خسائر حادة.. دعوات قضائية.. إجراءات تنظيمية جديدة..هل ستنجح العملات الرقمية في مواجهة هذه الضغوط؟
سلسلة طويلة من الخسائر سجلتها العملات الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة، بالتحديد منذ الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وقرار رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ويومًا بعد الآخر، تزداد الضغوط على سوق العملات الرقمية، مما يدفعه إلى المزيد من التراجع، بالرغم من توقعات المحللين، التي كانت تشير إلى تعافي سوق الكريبتو، في ظل آمال توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة هذا الشهر.
منذ أيام قليلة، طالبت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، بتجميد أصول منصة "بينانس" في الولايات المتحدة، ووجهت لها اتهامات بتداول أوراق مالية غير مرخصة، بواقع 61 عملة رقمية. 
كما اتهتمت الهيئة شركة "كوين بيز" بالعمل في مجال التداول دونالحصول على تراخيص، ليتراجع السهم بأكثر من 12% خلال جلسةيوم الأربعاء الماضي.
ومنذ إعلان الهيئة عن الملاحقة القضائية للشركة الأمريكية، سحب المستثمرين حوالي 780 مليون دولار أمريكي من منصة "بينانس".
ودفعت هذه الأنباء أغلب العملات الرقمية للتراجع، لتشهد موجة هبوط جديدة، بعد أن تعافت لفترة بسيطة، وحتى الآن مازالت العملات المشفرة تواصل النزيف.
وتراجعت بيتكوين لأدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، يوم الخميس الماضي، متأثرة بالأنباء السلبية بشأن منصة "بينانس" أكبر منصة لتداول العملات الرقمية على مستوى العالم.
ويبدو أن سوق العملات الرقمية سيتعرض للمزيد من الضغوط خلال الفترة القادمة، حيث أعلنت وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين، تأيدها الكامل لكل التحركات التي اتخذتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
وقالت يلين، أن سوق العملات الرقمية بحاجة للمزيد من التدابير التنظيمية والقوانين، لافتة إلى أنها ستعمل في الكونجرس لتمرير تشريعات إضافية لسوق الكريبتو وبورصاته.
وأعلن بنك الكومنولث الأسترالي يوم الخميس الماضي، أنه سيبدأ في تنفيذ تدابير جديدة لمكافحة الاحتيال، من بينها حظر المدفوعاتلبعض بورصات تداول العملات الرقمية وتقييد المدفوعات المشفرةللرقمية.
كما قرر البنك الأسترالي متعدد الجنسيات تأخير مدفوعات معينة إلى بورصات العملات الرقمية لمدة 24 ساعة، مشيرًا إلى أنه يبحث فرض حد تحويل شهري يقدر بـ 10000 دولار أسترالي للبورصات الرقمية. 
وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات النيجيرية أمس السبت، إن عمليات منصة "بينانس" لتداول العملات الرقمية في نيجيريا "غيرقانونية"، وطالبتها بوقف عملياتها في البلاد.
وحذرت لجنة الأوراق المالية والبورصات في نيجيريا، من الاستثمارفي الأصول الرقمية والمنتجات والخدمات المالية المتعلقة بالعملاتالمشفرة بسبب المخاطر العالية التي ينطوي عليها سوق الكريبتو.
كانت العملات الرقمية قد بدأت التعافي مطلع هذا العام، بعد أن تراجعت بشكل حاد خلال العام الماضي، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي شهدتها الأسواق العالمية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، نجحت بيتكوين في كسر المستوى النفسي الرئيسي عند 30 ألف دولار، قبل أن تتراجع مرة أخرى لمستوى 25 ألف دولار.
الضغوط تزداد والخسائر تتفاقم والملاحقات القضائية تتوسع يوم بعد يوم، مما يُزيد التحديات أمام سوق الكريبتو، ويجعل التعافي صعب للغاية.
ولكن بالنظر إلى أداء العملات الرقمية في السنوات الأخيرة، سنجد أنها نجحت في التغلب على ضغوط مماثلة، وعادت للارتفاع مرة أخرى، فهل ستنجح مرة أخرى في وقتنا الراهن؟.
من الصعب التنبؤ بأداء العملات الرقمية في المستقبل، حيث تهيمن حالة من الغموض والضبابية على الأسواق العالمية.
ويرى المحللون أن بيتكوين ربما تشهد قفزة كبيرة خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد أن ارتفعت يوم الأربعاء الماضي، بالرغم من أنباء الدعوات القضائية ضد المنصة الأمريكية "بينانس".