كيف استفادت بيتكوين من الأزمة المصرفية العالمية؟

كيف استفادت بيتكوين من الأزمة المصرفية العالمية؟
على الرغم من الأزمة المصرفية التي يشهدها العالم، بعد انهيار سلسلة من البنوك الأمريكية، يشهد سوق الكريبتو انتعاشًا كبيرًا، حيث ارتفعت بيتكوين فوق مستويات 28 ألف دولار. 
ونجحت بيتكوين، العملة الرقمية الأشهر في العالم، في كسر حاجز 28 ألف دولار، بالرغم من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
في الغالب تتحرك العملات الرقمية في اتجاه عكسي مع أسعار الفائدة، حيث إن زيادة أسعار الفائدة يجعل المستثمرين يعزفون عن الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة والأسهم، ويتجهون نحو الملاذات الآمنة مثل الدولار.
ولكن هذه المرة، تراجعت بيتكوين لمدة يومين فقط ثم واصلت الصعود، حيث بلغت مكاسبها خلال الـ 7 أيام الأخيرة إلى 9.69%، مستفيدة من تضرر القطاع المصرفي العالمي. 
وارتفعت القيمة السوقية لبيتكوين إلى أكثر من 431.3 مليار دولار، أو ما يعادل 42.35% من مجمل القيمة السوقية للعملات الرقمية.
ويرى المحللون أن أزمة السيولة التي ضربت بعض المصارف العالمية، كان لها دور كبير في دعم بيتكوين، ودفعها للصمود أمام قرار رفع الفائدة الأمريكية.
استفادت بيتكوين وسوق الكريبتو بشكل عام من الأزمة المصرفية، التي عصفت بالقطاع المالي العالمي مطلع الشهر الجاري، والتي بدأت مع الانهيار المفاجئ للبنك الأمريكي "سيلكون فالي".
ارتبكت الأسواق العالمية بشكل حاد جراء الأزمة المصرفية، وزادت مخاوف المستثمرين بشأن انتقال العدوى بين البنوك والمصارف الأخرى، وهو ما حدث بالفعل، مما دفعهم للابتعاد عن سوق الأسهم واللجوء إلى بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.
وكان من المفترض أن تتأثر العملات الرقمية بشكل سلبي وتتخذ مسار الهبوط، بسبب التحديات القوية التي تواجه القطاع المالي العالمي، إلا أن بيتكوين حققت مكاسب هائلة منذ بدء الأزمة المصرفية، لتخالف التوقعات. 
ومنذ اشتعال أزمة البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفعت بيتكوين بنحو 25% لتقود مكاسب العملات الرقمية.
وجاء الصعود القوي للعملة الرقمية "بيتكوين" مفاجئ للأسواق، خاصة بعد إغلاق بنكي "سيلفرغيت"و"سيغنيتشر"، وهما من أكبر المقرضين لصناعة العملات الرقمية المشفرة. 
ويرى بعض الخبراء أن العملات المشفرة أصبحت ملاذًا آمنًا، مثل الذهب والعملة الأمريكية، حيث زاد إقبال المتداولين عليها في ظل الأزمة المصرفية الحالية.
في الوقت نفسه، اكتسبت بيتكوين المزيد من الزخم بعد رفض السلطات الرقابية الأمريكية الربط بين الانهيار المفاجئ للمصارف والانكشاف على العملات الرقمية.
ونفت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع اشتراطها على المشترين المحتملين لبنك "سيغنيتشر" وقف التعامل بالعملات الرقمية، مما ساعد العملات المشفرة على الصمود أمام الأزمة المصرفية الحالية.
وساعد النمو القوي في العملات الرقمية في تبديد مخاوف المستثمرين بشأن عودتها إلى الخسائر التي سجلتها العام الماضي، عقب انهيار منصة "إف تي إكس"، وهي واحدة من أكبر بورصات تداول العملات الرقمية على مستوى العالم.
والآن ينقسم المحللون إلى قسمين، البعض يرى أن بيتكوين ستواصل الصعود خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل اشتعال الأزمة المصرفية التي انتقلت إلى المصارف الأوروبية، والبعض الآخر يرى أن صعود بيتكوين مؤقت. 
يشار إلى أن العملة الرقمية بيتكوين ظهرت في عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وانتشرت بشكل واسع ووصلت لمستوى قياسي أمام العملة الأمريكية عند 69 ألف دولار في نوفمبر 2021.