شهد سوق العملات الرقمية موجة هبوط قوية الأسبوع الماضي، عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في إطار خطته لكبح جماح التضخم المرتفع.
وأنهت العملات الرقمية تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض، كما تراجعت القيمة السوقية للعملات المشفرة وتراجع حجم التداول عليها.
وسجلت العملات الرقمية الأشهر في العالم "بيتكوين" خسائر أسبوعية تقدر بحوالي 10%، حيث تراجعت لأدنى مستوى لها في شهرين.
وكان لقرار الاحتياطي الأمريكي تأثير قوي على أداء العملات الرقمية، بالرغم من توقعات وقف المجلس لوتيرة الرفع السريعة لأسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة.
كان البنك المركزي الأمريكي أعلن رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير، وهي الزيادة العاشرة منذ مارس 2022.
وتؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى إبعاد المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والعملات المشفرة مع ارتفاع تكلفةالاقتراض.
من ناحية أخرى، تأثرت العملات الرقمية باضطراب في شبكة البيتكوين أدى إلى وقف عمليات السحب في بورصة "بينانس" أكبر بورصة للأصول الرقمية على مستوى العالم.
وأعلنت بورصة "بينانس" تعطل عمليات سحب البيتكوين مرتين يوميالأحد والإثنين، بسبب ازدحام شبكة بلوك تشين" الخاصة بالعملة، قبلأن تعلن استئناف العمليات بعد رفع الرسوم على المعاملات.
وجاء هذا التراجع القوي في أسعار العملات الرقمية، بعد أن نجحت بيتكوين نهاية الشهر الماضي في كسر الحاجز النفسي الرئيسي عند مستوى 30 ألف دولار.
استفادت العملات الرقمية المشفرة من الأزمة المالية العالمية التي شهدها القطاع المصرفي، حيث زاد إقبال المستثمرون عليها واعتبروها ملاذًا آمنًا.
وبالرغم من انتهاء الأزمة المصرفية، إلا أن العملات الرقمية حافظت على مكاسبها لأسابيع عديدة، قبل أن تبدأ سلسلة الخسائر الطويلة خلال تداولات الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، أصدر البيت الأبيض تقرير يعزز فكرة فرض ضريبة على طاقة تعدين الأصول الرقمية، ومن المقرر أن تطبق هذه الضريبة على المعدنين لكل العملات الرقمية بالرغم من اختلاف مستويات استهلاك الطاقة لديهم.
وحاليًا، تهيمن حالة من القلق والضابية على سوق العملات الرقمية، فالبعض يرى أن موجة الهبوط ستنتهي بالتأكيد وستعاود العملات المشفرة الصعود من جديد، خاصة بعد تلميحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بقرب إنهاء دورة التشديد النقدي والوتيرة السريعة لرفع أسعار الفائدة.
ويتوقع البعض أن تواصل العملات الرقمية الهبوط، بفعل الضغوط القوية التي تتعرض لها من قبل حكومات الدول الكبرى، والإجراءات التنظيمية التي تخطط بعض الحكومات لفرضها على تداول العملات المشفرة.
ومن جانبه، قال براد جارلينجهاوس، الرئيس التنفيذي لشركةالبلوكشين والدفع "ريبل" إنه متفائل للغاية بشأن مستقبل العملاتالرقمية.
وأشار إلى أن بيتكوين نجحت في الوصول إلى مستويات 28 و30 ألف دولار، بالرغم من انهيار منصة "إف تي إكس" وانهيار مصارف مرتبطة بالعملات الرقمية في الولايات المتحدة.
وفي ظل البيانات الاقتصادية القوية، التي تشير لتراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يتوقف الاحتياطي الأمريكي عن سياسة الرفع السريع لأسعار الفائدة، وبالتالي ستزيد قوة العملات الرقمية التي تتأثر سلبًا بأي زيادة في سعر الفائدة.
وبالنسبة للضوابط والإجراءات التنظيمية التي تخطط بعض الدول فرضها على تداول العملات الرقمية، فإن هناك دول أخرى اعترفت بالعملات المشفرة وتنوي استخدامها في المعاملات المالية والتجارية، مما يضيف المزيد من الشرعية على العملات الرقمية.
بشكل عام، هناك أدلة قوية على تعافي العملات الرقمية خلال الأيام المقبلة وعودتها للصعود مرة أخرى بعد سلسلة الخسائر الطويلة التي سجلتها الأسبوع الماضي.