في تطور قد يغيّر موازين النظام المالي العالمي، رجّح تقرير حديث صادر عن دويتشه بنك أن يتقاسم الذهب والبيتكوين دور الأصول الاحتياطية داخل ميزانيات البنوك المركزية بحلول عام 2030، مع تراجع هيمنة الدولار وتزايد البحث عن بدائل آمنة.وأوضح محللا البنك، ماريون لابور وكاميلا سيازون، في تقريرهما الصادر بتاريخ 22 سبتمبر بعنوان “البيتكوين مقابل الذهب: مستقبل احتياطيات البنوك المركزية”، أن الأصلين رغم اختلاف طبيعتهما، باتا يمثلان أدوات متكاملة لتنويع المخاطر في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.وأشار التقرير إلى أن الذهب سجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 3,703 دولارات للأونصة في سبتمبر 2025، مستفيدًا من التوترات الجيوسياسية واستمرار مشتريات البنوك المركزية وتوقعات خفض الفائدة الأميركية. في المقابل، واصل البيتكوين تعزيز حضوره بعد تجاوزه حاجز 123,500 دولار في أغسطس، ما يعكس تبنيه المتزايد كمخزن محتمل للقيمة.كما لفت دويتشه بنك إلى أن نصيب الدولار من الاحتياطيات العالمية تراجع من 60% عام 2000 إلى 43% في 2024، وهو ما يفتح الباب أمام أصول بديلة — في مقدمتها الذهب والبيتكوين — لتأمين دور أكبر في تشكيل المشهد المالي العالمي.ورغم أن الدولار يظل الأصل المهيمن، يرى التقرير أن البيتكوين مرشح للنمو في الاحتياطيات الخاصة وغير الرسمية، مع تراجع تقلباته إلى أدنى مستوى تاريخي في أغسطس، في إشارة إلى بداية مرحلة أكثر استقرارًا.واختتم التقرير بالتأكيد أن التحدي أمام البنوك المركزية سيكون في التوفيق بين تقاليد الذهب الراسخة وطموحات البيتكوين الرقمية، في سباق قد يرسم ملامح ثورة جديدة في إدارة الثروات السيادية.