ما هي توقعات الأسواق بشأن قرار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع الفيدرالي المقبل؟

تتوقع الأسواق الأمريكية أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة كما هي دون تغيير خلال اجتماعه هذا الأسبوع، حيث يواجه صناع السياسات الأمريكية تحدي ارتفاع التضخم في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي يقلل من فرصة البدء في خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة من هذا العام. 
حيث ساعد القرار الذي اتخذه البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة ثم الإبقاء عليها عند أعلى مستوياتها منذ 23 عاماً على خفض التضخم المرتفع بشكلٍ كبير، على الرغم من أنه لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي وهو 2 في المئة.
ومنذ بداية هذا العام، تسارع مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، ليصل إلى 2.7% في مارس الماضي ارتفاعاً من 2.5% في فبراير الماضي، في حين تباطأ النمو الاقتصادي، وظلت سوق العمل قوية.
حيث يشير المحللون إن الوضع الحالي من المتوقع أن يقود اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تحدد سعر الفائدة إلى إبقاء الفائدة عند مستواها الحالي الذي يتراوح بين 5.25 و5.50% لفترة أطول مما كان يعتقد سابقاً.
وكتب الاقتصاديون في دويتشه بنك في مذكرة حديثة للعملاء «من المتوقع أن تؤدي جولة أخرى من بيانات التضخم المرتفعة إلى رسالة أكثر تشدداً في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مايو المقبل ».
وفي الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس الماضي، اقترح السياسيون خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية هذا العام، على الرغم من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حذر أيضاً من أن التضخم «لا يزال مرتفعاً للغاية».
لكن بيانات التضخم الأخيرة دفعت صناع السياسة -بمن في ذلك باول- إلى التراجع عن تفاؤلهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توم باركين لوكالة فرانس برس في وقت سابق من هذا الشهر إن بيانات التضخم الأخيرة ليست داعمة لتخفيضات أسعار الفائدة.
وخلال منتصف أبريل الجاري، قال جيروم باول إنه «من الواضح أن البيانات الأخيرة لم تمنحنا ثقة أكبر، وبدلاً من ذلك تشير إلى أنه من المتوقع أن يستغرق الأمر وقتاً أطول من المتوقع لتحقيق هذه الثقة».
يذكر بأن الأسواق تدرك من أن الاحتياطي الفيدرالي سيترك سعر الإقراض الرئيسي دون تغيير هذا الأسبوع، وحدد متداولو العقود الآجلة احتمالاً أقل من ثلاثة في المئة يوم الجمعة بأن يعلن المركزي الأمريكي خفض سعر الفائدة بعد اختتام اجتماعه الذي يستمر يومين.
وتشير التوقعات إلى أن الجولة الأولى من تخفيضات أسعار الفائدة ستبدأ في سبتمبر المقبل، وهو ما قد يكون أمراً محرجاً بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي باعتباره بنكاً مركزياً مستقلاً، لأنه سيأتي قبل وقتٍ قصير من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، التي من المرجح أن تشهد مواجهة الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وينقسم المحللون بشدة حول حجم وتوقيت تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، إذ تتراوح تقديرات كبار الاقتصاديين من صفر تخفيضات عام 2024 إلى ما يصل إلى أربعة.