تستعد شركة ميتا بلاتفورمز لتنفيذ واحدة من أكبر عمليات الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، عبر خطة تمويلية بقيمة 29 مليار دولار لتطوير مراكز بيانات جديدة في ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة، بهدف رفع كفاءة الحوسبة ودعم التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
التمويل سيتم عبر شراكة بين اثنتين من كبريات المؤسسات الاستثمارية، حيث تتولى شركة بيمكو توفير نحو 26 مليار دولار من خلال إصدار سندات استثمارية مضمونة بأصول المشروع، في حين تضخ بلو أول كابيتال ما يقارب 3 مليارات دولار في شكل استثمار حقوق ملكية.
وقد جاءت هذه الشراكة بعد تنافس قوي مع مؤسسات مالية عالمية مثل أبولو جلوبال مانجمنت وكي كي آر، ما يعكس أهمية المشروع وثقة المستثمرين في جدواه الاستراتيجية.
ويأتي هذا التحرك في ظل طفرة عالمية في الطلب على مراكز البيانات، مدفوعة بانتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، حيث تشير تقديرات بحثية إلى أن حجم الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية قد يصل إلى نحو 6.7 تريليون دولار عالميًا بحلول 2030.
من جانبها، أوضحت الإدارة المالية لشركة ميتا أن الذكاء الاصطناعي بات بالفعل أحد محركات الإيرادات، غير أن التوسع في هذا المجال يتطلب إنفاقًا متزايدًا على المهارات التقنية المتخصصة والمنشآت المتطورة.
وأكدت الشركة أنها تتبنى نموذجًا تمويليًا مرنًا يتيح لها التكيف مع الاحتياجات المستقبلية للسوق والتطورات التقنية.
يمثل هذا الاستثمار تحولاً استراتيجيًا يعكس طموح ميتا في تجاوز كونها منصة للتواصل الاجتماعي إلى كونها لاعبًا رئيسيًا في صناعة التكنولوجيا المتقدمة، مع تعزيز قدرتها على المنافسة في مجالات تحليل البيانات الضخمة وتطوير الحلول الذكية.
كما يفتح الباب أمام دور أكبر لمراكز البيانات كمحرك أساسي للاقتصاد الرقمي خلال السنوات المقبلة.
بهذه الخطوة، تضع ميتا نفسها في موقع متقدم لاقتناص الفرص التي ستنشأ مع التوسع السريع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية الاستثمار طويل الأمد في البنية التحتية كرافعة للنمو والابتكار.