أغلقت المؤشرات الأمريكية الرئيسية أمس على أداء متباين، حيث فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي مكاسبهما المبكرة لينخفضا بنسبة 0.1% و0.5% على التوالي، في حين تمكن مؤشر ناسداك المركب من الارتفاع بنسبة 0.4% في الدقائق الأخيرة من الجلسة مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا.
وجاء هذا الأداء وسط محاولات السوق للبناء على مكاسب جلسة الأربعاء، وبعد أسبوع سابق شهد أكبر خسائر في عدة أشهر نتيجة المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية وصحة الاقتصاد الأمريكي.
وعلى الرغم من بعض الضغوط منذ بداية أغسطس، فإن تلك المخاوف تراجعت نسبيًا هذا الأسبوع رغم دخول رسوم جمركية "متبادلة" على عشرات الدول حيز التنفيذ صباح الخميس، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم بنسبة 100% على واردات الرقائق الإلكترونية.
أما قطاع أشباه الموصلات كان من أبرز الرابحين، مدعومًا بتصريحات ترامب التي استثنت الشركات المصنعة داخل الولايات المتحدة من الرسوم الجديدة.
ارتفعت أسهم إنفيديا وبروادكوم بنحو 1% لتغلق عند مستويات قياسية، بينما قفزت أسهم إي إم دي وتايوان لصناعة أشباه الموصلات بنسبة 6% و5% على التوالي، وارتفع سهم ميكرون بحوالي 3%.
وصعد صندوق مؤشرات أشباه الموصلات VanEck 1.6%.
في المقابل، تراجع سهم إنتل بأكثر من 3% بعد انتقادات مباشرة من ترامب لرئيسها التنفيذي، وسط مخاوف سياسية بشأن ارتباطاته بشركات وسلطات صينية.
شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى أداءً متباينًا، إذ ارتفع سهم آبل بأكثر من 3% مضيفًا إلى قفزة 5% في الجلسة السابقة، بعد إعلان استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في التصنيع داخل الولايات المتحدة.
كما ارتفعت أسهم ألفابت وأمازون وتسلا، في حين تراجعت مايكروسوفت وميتا بنحو 1%.
على صعيد الأسهم الفردية، هبط سهم إيلي ليلي بنسبة 14%، وهو أكبر انخفاض بين مكونات ستاندرد آند بورز 500، بعد نتائج مخيبة في تجربة دواء جديد للتخسيس رغم تحقيق أرباح فاقت التوقعات وتحسين التوقعات المستقبلية للشركة.
في أسواق العملات الرقمية، ارتفع سعر البيتكوين إلى نحو 117,500 دولار في فترة بعد الظهر، مرتفعًا من مستوى منخفض بلغ 114,300 دولار في وقت سابق، مما دعم ارتفاع أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة، حيث صعد سهم مايكروستراتيجي بنسبة 5% وكوين بيس بنسبة 2%.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% إلى 98.10، فيما ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.25% مقارنة بـ 4.23% في اليوم السابق، بعد أن كان قد انخفض هذا الأسبوع إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 4.18% بفعل توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة عقب بيانات توظيف ضعيفة الأسبوع الماضي.
في أسواق السلع، انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.8% لتسجل 63.80 دولار للبرميل، لتتراجع للجلسة السادسة على التوالي.
في المقابل، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لتسجل 3,480 دولار للأونصة، مرتفعة بنسبة 1.4%، لتقترب من مستوياتها القياسية في ظل موجة شراء استمرت طوال الأسبوع.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الجمعة؟
تشير توقعات اليوم إلى أن أسواق الأسهم الأمريكية قد تشهد تداولات متذبذبة مع ميل طفيف للصعود، خاصة في قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات إذا استمرت المعنويات الإيجابية حول التصنيع المحلي.
ومن المتوقع أن يحافظ الذهب على زخمه الصعودي بدعم من الطلب على الملاذات الآمنة، بينما قد تستمر أسعار النفط تحت الضغط إذا لم تظهر مؤشرات على تراجع المعروض أو تحسن في الطلب العالمي.
بينما قد يتحرك الدولار الأمريكي في نطاق محدود بانتظار صدور بيانات اقتصادية جديدة، في حين قد تواصل العملات الرقمية الاستفادة من الزخم الحالي للبيتكوين.