
يستعد وارن بافيت لدخول أسبوعه الأخير كرئيس تنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، الشركة التي حولها من شركة نسيج متعثرة في ستينيات القرن الماضي إلى واحدة من أكبر التكتلات الاستثمارية في العالم، بقيمة سوقية تتجاوز التريليون دولار اليوم.
وجعل هذا النجاح المذهل بافيت أحد أثرى الأشخاص في العالم، حيث تقدر ثروته بنحو 151 مليار دولار من أسهم الفئة A وحدها.
ولكن، وبالرغم من هذا الإنجاز التاريخي، وصف بافيت شراءه لسهم بيركشاير هاثاواي في بداياته بأنه “أغبى صفقة قمت بها”، مشيرًا إلى أن هذا القرار كلفه فرصًا استثمارية هائلة، تقدر بمئات المليارات من الدولارات لو أنه حافظ على جميع أسهم الفئة B التي بدأ في التبرع بها منذ عام 2006.
في مقابلة نادرة تعود لعام 2010 مع شبكة CNBC، كشف بافيت عن تفاصيل هذا القرار وأوضح الدرس الكبير الذي تعلمه منه: بدلاً من التركيز على سعر الشراء المغري لشركة ضعيفة، كان الأجدر بالاستثمار التركيز على جودة النشاط التجاري.
وهذا المبدأ أصبح لاحقًا أساس فلسفته الاستثمارية، الذي ساعده على تحقيق عوائد هائلة على مدار عقود.
وتشير هذه التجربة إلى أن حتى أعظم المستثمرين يمكن أن يرتكبوا أخطاء كبيرة في بدايات مسيرتهم، ولكن القدرة على التعلم منها وتحويلها إلى استراتيجية ناجحة هي ما يميزهم في النهاية.
بالنسبة لبافيت، كان شراء بيركشاير درسًا باهظ الثمن في تقييم جودة الشركة وليس مجرد السعر، وهو درس يقدّر تأثيره حتى اليوم على طريقة تفكير المستثمرين حول العالم.







