شهدت أسهم شركة إنفيديا تراجعًا حادًا بنسبة 17% يوم الاثنين، في ظل القلق المتزايد بشأن تأثير دخول شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة على سوق الذكاء الاصطناعي.
ويعتقد المستثمرون أن النموذج المتطور والفعال من حيث التكلفة الذي قدمته "ديب سيك" قد يهدد الهيمنة التي تتمتع بها الشركات الكبرى مثل إنفيديا في هذا المجال.
حيث يسلط هذا التراجع الكبير في الأسهم الضوء على التحولات السريعة التي يشهدها سوق الذكاء الاصطناعي، حيث يتزايد الضغط من الشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة بأسعار أقل، ما يعقد الأمور بالنسبة للشركات الكبرى التي طالما سيطرت على السوق.
في السنوات الأخيرة، استثمرت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل مايكروسوفت وألفابيت وأمازون مليارات الدولارات في تطوير منصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما عزز مكانة إنفيديا كأحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الرقائق.
وبفضل هذه الاستثمارات، تمكنت إنفيديا من تلبية الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما جعلها من أكثر الشركات قيمة في السوق. ومع ظهور "ديب سيك" وتقديمها حلولًا أكثر كفاءة من حيث التكلفة، يبدو أن الوضع في السوق قد بدأ يتغير، ما يثير القلق لدى المستثمرين حول مستقبل الشركات الكبرى في هذا القطاع.
أما بالنسبة لسعر سهم إنفيديا، فقد تراجع إلى 118.58 دولارًا يوم الاثنين، مما أدى إلى خسارة حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
هذه الخسارة تتجاوز ضعف القيمة السوقية لشركتي "كوكاكولا" و"شيفرون" مجتمعتين، وتفوق خسائرها القيمة السوقية لشركات كبرى أخرى مثل "أوراكل" و"نتفليكس". رغم هذا التراجع الكبير، تظل أسهم إنفيديا تحقق نموًا استثنائيًا على المدى البعيد. ففي الأشهر الاثني عشر الأخيرة، ارتفع سعر السهم بشكل كبير، حيث تضاعف أكثر من ثمانية أضعاف منذ إطلاق ChatGPT من OpenAI في نوفمبر 2022.
وفي تعاملات ما بعد ساعات التداول في البورصة الأمريكية، سجل سهم إنفيديا ارتفاعًا بنسبة 1.35% ليصل إلى 120.18 دولارًا للسهم، مما يعكس التفاؤل المستمر بنمو الشركة على المدى الطويل رغم التحديات التي تواجهها حاليًا.