إن التداول اليومي والاستثمار نهجان رئيسيان في الأسواق المالية، ولكل منهما أهداف واستراتيجيات مميزة. المتداولون اليوميون يسعون لتحقيق أرباح سريعة من تقلبات السوق اليومية، حيث يحتفظون بالمراكز لمدد قصيرة من دقائق إلى ساعات. يعتمدون على التحليل الفني والبيانات اللحظية ويستخدمون أدوات إدارة مخاطر مثل أوامر إيقاف الخسارة. في المقابل، بينما يركز المستثمرون على تحقيق نمو طويل الأجل، مع الاحتفاظ بالمراكز لسنوات أو عقود. يعتمدون على التحليل الأساسي ويعتمدون على تنويع المحفظة لتقليل المخاطر، ويفضلون الأصول ذات الاستقرار النسبي على المدى الطويل. رغم اختلاف الأساليب، يشترك الطرفان في ضرورة القيام بالبحث والتحليل الدقيق، إدارة المخاطر، والتحلي بالصبر والانضباط لتحقيق الأهداف المالية.
يعتبر التداول اليومي استثمار قصير الأجل يركز على شراء وبيع الأوراق المالية في نفس اليوم. يهدف المتداولون اليوميون إلى تحقيق أرباح من التغيرات الطفيفة في أسعار السوق خلال يوم واحد، بدلاً من الانتظار لأسابيع أو شهور.
كما أن المتداولون اليوميون غالباً ما يستخدمون الاستدانة لزيادة حجم الصفقات، مما يمكن أن يعزز الأرباح ولكنه يزيد أيضاً من المخاطر. يتطلب هذا مستوى عالٍ من فهم اتجاهات السوق والتحليل الفني، بالإضافة إلى استعداد لتحمل مخاطر كبيرة.
إن المتداولون هم الأفراد أو الكيانات التي تشارك في شراء وبيع الأصول المالية، مثل الأسهم، السلع، العملات، أو العقود الآجلة، بهدف تحقيق الربح من تحركات الأسعار، ومن بين أنواع المتداولون اليوميون، حيث أن هؤلاء يتداولون على أساس يومي، ويشترون ويبيعون الأصول خلال نفس اليوم. ولا يحتفظون بالمراكز لليوم التالي، وذلك بهدف تحقيق أرباح سريعة من تقلبات الأسعار اليومية.
1.المتداولون اليوميون: هؤلاء المتداولون يشترون ويبيعون الأوراق المالية خلال يوم واحد فقط ولا يحتفظون بأي مراكز طوال الليل. يركزون على تحقيق أرباح من التغيرات القصيرة الأجل في السوق.
2.المتداولون المتمرسون: يعتمدون على مخططات طويلة الأجل لتحديد اتجاهات السوق. يتخذون قراراتهم بناءً على اتجاه السوق سواء بالشراء عندما يرتفع أو البيع عندما ينخفض، ويفضلون البقاء في المراكز حتى يتغير الاتجاه بشكل ملحوظ.
3.المتداولون المتأرجحون: يحاولون تحديد النقاط التي يوشك فيها الاتجاه على التغيير للاستفادة من هذه التحركات. يحتفظون بالمراكز عادةً لأكثر من يوم ولكن أقل من المتداولين المتمرسين.
4.المتداولون المضاربون: وهي استراتيجية سريعة تعتمد على الاستفادة من التغيرات قصيرة الأجل في العرض والطلب على الأوراق المالية. يسعى المضاربون لتحقيق مكاسب صغيرة ومتكررة باستخدام أوراق مالية ذات سيولة عالية.
إن الاستثمار عادة ما ينطوي على شراء الأوراق المالية والاحتفاظ بها لسنوات أو حتى عقود، مثلما فعل وارن بافيت مع أسهم كوكاكولا. يهدف المستثمرون إلى الاستفادة من النمو المستدام للأصول على المدى الطويل.
قد يتطلب الاستثمار معرفة جيدة بأساسيات الشركة، مثل صحتها المالية وموقفها التنافسي وآفاق النمو. كما يتطلب الصبر، حيث يتعين على المستثمرين غالبا الانتظار حتى تتحقق أطروحتهم الاستثمارية بمرور الوقت.
يدور مفهوم الاستثمار حول استخدام أموالك لشراء الأصول التي لديها القدرة على توليد الدخل أو زيادة القيمة بمرور الوقت. وهذا مدفوع بمبادئ أساسية مثل التنويع، والفائدة المركبة، والتوازن بين المخاطر والعائد وفي التالي سوف نوضحهم بالتفصيل:
التنويع: يدعو التنويع إلى توزيع استثماراتك عبر أصول مختلفة لتقليل المخاطر.
الفائدة المركبة: عندما يتم إعادة استثمار الأرباح من الاستثمار لتحقيق أرباحها الخاصة.
المخاطرة/العائد: تشير المقايضة بين المخاطرة والعائد إلى أن العائدات المحتملة الأعلى على الاستثمار عادة ما تكون مصحوبة بمخاطر أعلى.
يلعب الاستثمار دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف المالية. سواء كان الأمر يتعلق بالادخار للتقاعد أو شراء منزل أو بدء عمل تجاري، يمكن للاستثمار أن يوفر الوسائل المالية لتحقيق هذه الأهداف.
اقرأ أيضًا: دليل أرينسن لأفضل أنواع الاستثمارات ومخاطرها
إن المستثمرون هم الأفراد أو الكيانات الذين يشترون الأصول المالية مثل الأسهم، السندات، العقارات، أو الصناديق المشتركة، بهدف تحقيق عوائد مالية على المدى الطويل. يختلف المستثمرون عن المتداولين في أنهم يركزون على النمو المستدام بدلاً من المكاسب السريعة، وفي أسواق المالية تتنوع أنواع المستثمرين، لكن الأبرز بينهم هم شركات إدارة الاستثمار السلبي الكبرى وصناديق الاستثمار النشطة.
يوجد نوعان من الاستثمار وهما الاستثمار النشط والاستثمار السلبي وسوف نشرح لكم هذان النوعان:
الاستثمار النشط
هو عبارة عن استراتيجية يتخذ فيها المستثمرون قرارات محددة بشأن الأصول التي يشترونها أو يبيعونها. غالبًا ما يتضمن هذا النهج مراقبة اتجاهات السوق عن كثب واتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على توقعات تحركات السوق المستقبلية أو متابعة أخبار السوق. يتطلع المستثمرون النشطون إلى التفوق على مؤشر أسهم معين أو السوق ككل.
هو استراتيجية يشتري فيها المستثمرون مؤشر سوق واسع ويحتفظون به لفترة طويلة. يعتمد هذا النهج على الاعتقاد بأنه على المدى الطويل، ستوفر الأسواق عائدًا لائقًا على الرغم من التقلبات قصيرة الأجل.
غالبًا ما تتضمن استراتيجيات الاستثمار السلبي الاستثمار في صناديق المؤشرات أو صناديق الاستثمار المتداولة، مثل SPDR S&P 500 ETF (SPY)، والذي يحاكي أداء مؤشر S&P 500.
هناك بعض الأمور المتشابه بين كلاً من النوعين والتي تكون ظاهرة ومهمة خلال التعامل في الأسواق المالية، يشترك كل من التداول اليومي والاستثمار في الهدف الأساسي المتمثل في تحقيق الأرباح من خلال نشاط السوق، ويتطلبان فهمًا عميقًا للأسواق المالية والعوامل التي تؤثر على تحركات الأسعار. كما يحتاج كلا النهجين إلى تخطيط استراتيجي وتنفيذ منضبط، بالإضافة إلى التعلم المستمر للتكيف مع الظروف المتغيرة للأسواق ، وفي التالي سوف نوضح هذه النقاط:
إدارة المخاطر أمر حاسم في كل من التداول اليومي والاستثمار:
التداول اليومي: يستخدم المتداولون أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة ويعتمدون على التنويع وإدارة حجم الصفقات للحد من المخاطر. كما يقومون بمراقبة الأسواق بشكل مستمر لتعديل استراتيجياتهم.
الاستثمار: يعتمد المستثمرون على تنويع المحافظ لتوزيع المخاطر بين أصول مختلفة. أيضًا، يستخدمون استراتيجيات مثل تحديد الأهداف المالية ومراجعة المحفظة بانتظام لضبط الاستثمارات وفقًا للظروف الاقتصادية المتغيرة.
تؤثر العديد من العوامل على كل من التداول اليومي والاستثمار:
ظروف السوق: تقلبات السوق توفر للمتداولين اليوميين فرصًا لتحقيق أرباح سريعة ولكنها تؤثر أيضًا على عوائد الاستثمار الطويل الأجل.
الأحداث الاقتصادية العالمية: مثل رفع أسعار الفائدة أو الأحداث الجيوسياسية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تؤدي إلى تحركات كبيرة في السوق تؤثر على كل من التداول والاستثمار.
تلعب أهدافك المالية دورًا مهمًا في تحديد الأسلوب الأنسب:
التداول اليومي: إذا كنت تبحث عن أرباح سريعة ومرتفع المخاطر، قد يكون التداول اليومي هو الخيار المناسب.
الاستثمار الطويل الأجل: إذا كنت تدخر من أجل أهداف مستقبلية مثل التقاعد وتسعى لتحقيق نمو مستدام، فإن الاستثمار الطويل الأجل هو الخيار الأمثل.
يمكن أن يساعدك فهم أوجه التشابه بين التداول اليومي والاستثمار، بالإضافة إلى العوامل المشتركة التي تؤثر على كليهما، في اتخاذ قرارات مالية أكثر استنارة وتكييف استراتيجياتك بناءً على أهدافك الشخصية وظروف السوق.
بالرغم من أن كلا من التداول اليومي والاستثمار يهدفان إلى تحقيق الأرباح، فإنهما يختلفان في عدة جوانب رئيسية:
إن التداول اليومي يركز على إجراء صفقات وبيع الأوراق المالية في نفس اليوم. لا يحتفظ المتداولون اليوميون بالمراكز لأكثر من يوم واحد.
أما الاستثمار يتضمن شراء الأوراق المالية والاحتفاظ بها لفترات طويلة، تتراوح من سنوات إلى عقود، بهدف الاستفادة من النمو الطويل الأجل.
يعتمد التداول اليومي بشكل كبير على التحليل الفني، الذي يركز على دراسة أنماط الرسوم البيانية وحركات الأسعار اللحظية لتحديد نقاط الدخول والخروج.
أما الاستثمار فيعتمد على التحليل الأساسي، الذي يتضمن تقييم العوامل الاقتصادية والمالية للشركة أو الأصل، مثل الأرباح والنمو المحتمل، لتحديد جاذبية الاستثمار.
ينطوي التداول اليومي على مستوى عالٍ من المخاطرة بسبب التقلبات اليومية الكبيرة في الأسعار. قد يستخدم المتداولون اليوميون الاستدانة لزيادة حجم الصفقات، مما يعزز الأرباح ولكنه يرفع المخاطر أيضاً.
والاستثمار يعتبر أقل مخاطرة نسبياً على المدى الطويل، حيث يكون الاستثمار في الأصول التي تظهر استقرارًا ونموًا مستدامًا بمرور الوقت. قد يتعرض المستثمرون لتقلبات قصيرة الأجل، لكنهم يهدفون إلى تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.
يحتاج التداول اليومي إلتزامًا ووقتًا كبيرين، حيث يتعين على المتداولين متابعة السوق بشكل مستمر طوال اليوم واتخاذ قرارات سريعة.
بينما يتطلب الاستثمار وقتًا أقل يوميًا، حيث يتم التركيز على مراجعة الأداء بشكل دوري وليس بشكل يومي. يمكن للمستثمرين أن يكونوا أقل انشغالاً بالأحداث اليومية.
يسعى التداول اليومي إلى تحقيق أرباح سريعة من تقلبات الأسعار اليومية، وغالباً ما يهدف إلى تنفيذ عدد كبير من الصفقات لتحقيق أهداف ربحية صغيرة.
أما الاستثمار فيهدف إلى تحقيق أرباح من النمو الطويل الأجل للأصول، مستفيدًا من زيادات القيمة على مدى فترة زمنية طويلة.
مقارنة بين الاستثمار والتداول
الاختلافات | التداول | الاستثمار |
فترة الاحتفاظ بالصفقات | قصيرة | طويلة |
عدد الصفقات | كبير | قليل |
تنويع المحفظة | لا | نعم |
التحليل الأساسي | غير مهم | مهم |
التحليل الفني | مهم | غير مهم |
استخدام الرافعة المالية | نعم | لا |
هناك بعض الإيجابيات والسلبيات التي تحدد طبيعة التداول اليومي والتي يجب على المتداول أن يفهمها جيداً:
عدم الاحتفاظ بالمراكز طوال الليل، حيث أن هذا الأمر يقلل من مخاطر تقلبات الأسعار التي تحدث أثناء الليل.
تحقيق مكاسب على المدى القصير، يمكن أن تكون الأرباح سريعة ومجزية.
سهولة التداول، حيث يسهل التداول اليومي إجراء عمليات التداول من أي مكان، بما في ذلك من المنزل.
يوفر التداول اليومي تحديًا مثيرًا للمتداولين الذين يستمتعون بالحركة المستمرة.
لا تسطيع تحقيق الاستفادة من تغيرات الأسعار على المدى الطويل.
يحتاج التداول اليومي إلى فهماً عميقاً للتحليل الفني والأسواق لتحقيق النجاح.
يحتاج التداول اليومي إلى متابعة مستمرة للأسواق وإدارة الصفقات.
إن الحركة السريعة والمستمرة قد تكون مرهقة لبعض المتداولين.
مثل التداول اليومي، فإن الاستثمار أيضاً له إيجابيات وسلبيات يجب فهمها جيداً:
يتطلب الاستثمارمعرفة أقل بالنسبة للتحليل الفني والمعرفة المتعمقة مقارنةً بالتداول اليومي.
في الاستثمار يمكنك تحقيق أرباح من النمو المستدام للأصول على مدى سنوات.
يوفر الاستثمار نهجًا أكثر استقرارًا وأقل توترًا للمتداولين الذين يفضلون استراتيجيات طويلة الأجل.
قد تتقلب أسعار الأصول بشكل كبير، ولا يمكنك دائمًا التنبؤ بهذه التغيرات على المدى الطويل.
يمكن أن يكون امتلاك الأصول في الاستثمار مكلفًا بسبب الآثار الضريبية والتكاليف المرتبطة بالاحتفاظ بالأصل.
قد يعتبر بعض المتداولين الاستثمار أقل إثارة وأكثر سلبية بسبب طبيعته البطيئة.
نظرًا لطول فترة الاحتفاظ، قد تكون العائدات في الاستثمار أقل بالمقارنة مع المكاسب السريعة التي يمكن تحقيقها من التداول اليومي.
تختلف التداولات عن الاستثمارات من حيث التعقيد والأرباح والمخاطر. إليك مقارنة بينهما لمساعدتك في اتخاذ القرار المناسب:
السهولة: أسهل نسبيًا من التداول، حيث يتطلب فهم القوة المالية للشركة والاستثمار فيها. يتميز الاستثمار بتوفير دخل سلبي مع احتمال ارتفاع رأس المال على المدى الطويل.
الوقت: يتطلب أقل جهدًا يوميًا ويكون مناسبًا لأولئك الذين لديهم وقت محدود ويرغبون في تحقيق مكاسب من دون متابعة مستمرة.
المخاطر: أقل بشكل عام مقارنة بالتداول. الاستثمار طويل الأجل يمكن أن يحقق مكاسب ثابتة مع تعرض أقل للخسائر الكبيرة.
الربحية: يوفر فرصة لتحقيق أرباح طويلة الأجل مع تعرض محدود للخسائر الفادحة.
القدرة على التنبؤ: يتطلب مهارات عالية في السوق، وتحليل في الوقت الفعلي، وقدرة على تحديد حركة سعر السهم بسرعة.
الوقت: يحتاج إلى متابعة مستمرة وتفاعل سريع مع تحركات السوق. مثير للكسب السريع ولكنه ينطوي على مخاطر أعلى.
المخاطر: أعلى بشكل ملحوظ من الاستثمار. التداول قصير الأجل يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة بسبب التقلبات السريعة.
الربحية: يمكن أن يكون مربحًا، لكن يمكن أن يشبه المقامرة بسبب الاحتمالات العالية للخسارة.
تحمل المخاطر: إذا كنت تفضل الاستقرار وتقليل المخاطر، فقد يكون الاستثمار خيارًا أفضل. إذا كنت تستطيع تحمل المخاطر العالية وتتمتع بمهارات تحليلية قوية، فقد تفضل التداول.
الصبر والمعرفة: الاستثمار يتطلب صبرًا وطول أمد، بينما التداول يتطلب معرفة سوقية مكثفة واستجابة سريعة.
الوقت المتاح: إذا كنت تبحث عن دخل ثابت من دون الحاجة لمتابعة مستمرة، فالاستثمار هو الخيار المناسب. أما إذا كنت تبحث عن فرص قصيرة الأجل وتستطيع متابعة الأسواق بنشاط، فقد يناسبك التداول.
يمكنك اختيار أحدهما بناءً على تفضيلاتك ومستوى راحتك مع المخاطر، أو استخدام كليهما وفقًا لاستراتيجياتك وأهدافك المالية.
يتطلب فهم أنشطة سوق الأوراق المالية إدراك الوقت المتاح لك. إذا كنت تستطيع قضاء ساعات يوميًا في متابعة المخططات والرسوم البيانية، فإن التداول قد يكون مناسبًا لك. أما إذا كان وقتك محدودًا، فقد يكون الاستثمار على المدى الطويل هو الخيار الأفضل.
يتطلب الاستثمار بحثًا مكثفًا في الأسهم، ويشمل تحليل البيانات المالية ونمو الشركات والتوقعات المستقبلية. من ناحية أخرى، إذا كنت تستمتع بالتحليل الفني والأساسي ولديك وقت كافٍ، يمكنك التفكير في التداول.
بالمجمل، يتطلب التداول رأس مال كبير ومهارات تحليل فني، بينما يحتاج الاستثمار إلى إتقان التحليل الأساسي. يجب فصل هذين النشاطين وإدارتهما بشكل منظم لتحقيق أفضل النتائج.
يحمل التداول مجموعة من التكاليف الخفية التي قد تجعل منه خيارًا أقل ربحية مقارنة بالاستثمار طويل الأجل. إليك ثلاثة من أبرز هذه التكاليف:
في التداول، تعتبر العملية لعبة محصلتها صفر، حيث يتم نقل المال من متداول إلى آخر. مثلاً، في تداول الخيارات، إذا ربح أحد المتداولين 1000 دولار، فإن هذا المبلغ يأتي مباشرة من خسائر متداول آخر.
تتسبب هذه الطبيعة في أن الأرباح التي يحققها المتداولون المهرة تأتي من خسائر المتداولين الأقل مهارة. بالمقابل، الاستثمار يتيح لأكثر من شخص تحقيق الأرباح حيث يمكن لأكثر من مستثمر تحقيق المكاسب عندما تنجح الشركات بمرور الوقت.
قد يعتقد المتداولون أنهم يتحكمون في السوق، لكنهم غالبًا ما يفوتون أكبر أيام السوق بسبب الخروج من السوق أو الدخول الجزئي فقط.
تظهر بيانات من بنك أوف أميركا أن العائد الإجمالي لمؤشر S&P 500 من عام 1930 إلى 2020 كان 17715%. ولكن، إذا فاتتك أفضل 10 أيام في السوق كل عقد، فإن العائد الإجمالي ينخفض إلى 28% فقط.
الوقت في السوق أكثر أهمية من توقيت السوق. الحفاظ على الاستثمار لفترات طويلة يساعدك على الاستفادة من النمو العام للسوق وتفادي خسائر الفرص الكبيرة.
كل عملية بيع لأصل تؤدي إلى التزام ضريبي، مما يقلل من قدرة المتداولين على تعزيز المكاسب بسبب الخصم الضريبي المستمر.
على عكس المتداولين، يميل المستثمرون إلى الاحتفاظ باستثماراتهم لفترة طويلة، مما يؤجل الضرائب ويتيح لهم مضاعفة الأرباح قبل خصم الضرائب. هذا التأجيل يؤدي إلى نمو أكبر للأرباح على المدى الطويل.
افترض أنك بدأت بمبلغ 10,000 دولار وحققت ربحًا سنويًا بنسبة 20% لمدة خمس سنوات. إذا بعت كل عام وتكبدت ضرائب بنسبة 20% سنويًا، ستنتهي بـ 21,906 دولار بعد الضرائب. ولكن إذا لم تبع، فإن قيمة استثماراتك ستصل إلى أكثر من 24,883 دولارًا، مما يمنحك عائدًا أكبر.
تبرز هذه التكاليف الخفية ميزة الاستثمار طويل الأجل على التداول النشط، حيث يوفر الاستثمار ميزة تفوق على المكاسب الناتجة من تأجيل الضرائب والتغلب على خسائر الفرص الكبيرة.
اقرأ أيضًا: ما هي تكاليف ورسوم التداول
يعتمد الاختيار بين التداول والاستثمار على مجموعة من العوامل الشخصية والمالية. إليك كيفية اتخاذ القرار:
التداول: يتضمن مخاطر أعلى ولكن يمكن أن يحقق عوائد سريعة. إذا كنت مرتاحًا لتحمل تقلبات السوق ومخاطر كبيرة، فقد يكون التداول مناسبًا لك.
الاستثمار: عمومًا، ينطوي على مخاطر أقل مقارنة بالتداول، ولكنه يتطلب وقتًا أطول لتحقيق العوائد. إذا كنت تفضل تقليل المخاطر والابتعاد عن التقلبات الكبيرة، فقد يكون الاستثمار هو الخيار الأفضل.
التداول: يتطلب وقتًا كبيرًا لمراقبة الأسواق وتحليل البيانات واتخاذ القرارات السريعة. إذا كنت قادرًا على تخصيص وقت كبير لمتابعة السوق والتفاعل معه، فقد يكون التداول مناسبًا.
الاستثمار: أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يفضلون تقليل التفاعل اليومي مع السوق. يمكنك استثمار الأموال وتركها تنمو بمرور الوقت دون الحاجة إلى متابعة مستمرة.
التداول: يتطلب مهارات في التحليل الفني وفهم أنماط السوق والتنبؤ بالحركات قصيرة الأجل. إذا كنت تمتلك مهارات قوية في هذا المجال، فقد تجد التداول أكثر ملاءمة.
الاستثمار: يتطلب تحليل أساسي، بما في ذلك فهم الشركات وبياناتها المالية وتوقعاتها المستقبلية. إذا كنت تستمتع بالبحث وتحليل الشركات، فإن الاستثمار قد يكون الأنسب.
التداول: قد يكون مناسبًا إذا كنت تسعى لتحقيق مكاسب سريعة أو إذا كنت تستهدف تحقيق أرباح على المدى القصير.
الاستثمار: أفضل إذا كانت لديك أهداف مالية طويلة الأجل مثل التقاعد أو النمو المستدام للثروة.
التداول: يمكن أن يكون مجهدًا نظرًا للتقلبات السريعة واتخاذ القرارات الفورية. إذا كنت تجيد التعامل مع الضغوط ولديك القدرة على التركيز لفترات طويلة، فقد يكون التداول خيارًا جيدًا.
الاستثمار: يميل إلى أن يكون أقل ضغطًا، حيث يمكنك اتخاذ قرارات على مدى فترة أطول
سواء كنت تميل إلى التداول اليومي أو الاستثمار أو مزيج من الاثنين، فإن فهم الاختلافات بينهما وتقييم ظروفك المالية أمر مهم. تذكر أن أيًا من الاستراتيجيتين لا تتفوق بطبيعتها. يعتمد الخيار الأفضل على ظروفك ومدى تحملك للمخاطر.