بعد عام ملئ بالمكاسب والتحديات.. ما مستقبل العملات الرقمية في 2024؟

شهدت العملات الرقمية موجات تقلب قوية وعنيفة خلال عام 2023، حيث كان عام ملئ بالتحديات والصعوبات والإنجازات والمكاسب القوية في نفس الوقت. 

في بداية العام، شددت العديد من الدول والجهات الرقابية خاصة في الولايات المتحدة القيود التنظيمية على سوق العملات الرقمية، في محاولة للسيطرة على السوق بشكل أكبر.

كما شهد عام 2023، خروج بعض المنصات من الأسواق الكبرى من ناحية، ومن ناحية أخرى انهيار بعض المنصات من بينها "إف تي إكس" التي تعد ثاني أكبر المنصات الرقمية في العالم، وتوجيه تهمة النصب والاحتيال لمؤسسها "سام بانكمان فريد".

وخلال الأشهر الأخيرة من عام 2023، سجلت العملات الرقمية وخاصة البيتكوين مكاسب هائلة وقفزت بشكل كبير، لتعوض الخسائر التي سجلتها العام الماضي، بفعل التشديد النقدي والزيادة الكبيرة في أسعار الفائدة.  

جاء هذا الصعود القوي، وسط توقعات موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على إصدار صناديق تداول فورية للبيتكوين في يناير 2024، وزادت تلك الاحتمالات بعد اجتماع ممثلي "بلاك روك" أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم و"ناسداك" مع المنظمين الأمركيين لمناقشة هذه الخطوة.

واستفادت العملات المشفرة أيضًا من الاضطرابات السياسية حول العالم، حيث حققت بيتكوين ارتفاعات قياسية تجاوزت الـ 100%، إلا أنها لم تصل لمستوياتها المرتفعة عند 69 ألف دولار التي سجلتها في نوفمبر 2021، حيث أنهت تعاملات العام أعلى 42 ألف دولار.

وعن مستقبل العملات الرقمية خلال العام المقبل، يتوقع المحللون أنها ستواصل الصعود في ظل إقبال المستثمرون على الأصول ذات المخاطر العالية، وزيادة الطلب على أدوات المخاطرة والتي من بينها العملات المشفرة، وسط احتمالات تخفيض سعر الفائدة في الدول الكبرى في الربع الأول من 2024.

ومن المحتمل على نطاق واسع، أن توافق هيئة الإشراف على الأوراق المالية "سيك" التابعة للبورصة الأمريكية على إصدار الصناديق والمؤشرات المتداولة لبيتكوين، بالإضافة إلى تصاعد توقعات موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات على مجموعة من صناديق المؤشرات. 

ويتوقع المحللون انتعاش سوق الكريبتو بعدما تقدمت شركة "بلاك روك" بتقديم طلبات أكبر على العملات الرقمية وخاصة "بيتكوين" مما يزيد احتمالات ارتفاع سعرها خاصة بعدما سجل 45 ألف دولار في وقت سابق من عام 2023. 

من ناحية أخرى، أعلن جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في نهاية اجتماع السياسة النقدية في ديسمبر الجاري، إنتهاء دورة التشديد النقدي، والبدء في خفض الفائدة في وقت مبكر من العام المقبل، وبالتحديد في مارس 2024. 

تُقدر القيمة السوقية لسوق العملات الرقمية في الوقت الحالي بـ 1.8 تريليون دولار، ومن المتوقع أن ترتفع بشكل أكبر خلال العام المقبل لتصل إلى أكثر من 2 تريليون دولار. 

خلال العام القادم، سيقل المعروض للبيتكوين إلى النصف بفعل تنصيف مكافأة التعدين، مما سيؤدي لدافع سعر إيجابي بالنسبة لتعاملات البيتكوين. 

وفي حال استمرار التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم، فإن العملات الرقمية ستواصل الصعود خلال 2024، حيث إنها أصبحت بالنسبة للمستثمرين ملاذًا آمنًا.

وقال المحللون أن أداء العملات الرقمية خلال العام المقبل يعتمد بشكل أساسي على بيانات التضخم، وقرار المركزي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، ففي حال قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي قوي على سوق الكريبتو.

وكما سيتوقف أداء العملات المشفرة على القواعد والقوانين التي ستصدرها الدول، ففي حال إصدار المزيد من القيود والقوانين التنظيمية التشديدية فإن العملات المشفرة ستشهد تراجعًا، أما في حال توقف الدول عن فرض المزيد من القيود على تداول العملات الرقمية، فإنها ستواصل الصعود وستصل لمستويات قياسية غير مسبوقة.