شهدت صناعة الأصول الرقمية طفرة غير مسبوقة في 2024، حيث تمكنت صناديق المؤشرات المتداولة للبتكوين الفورية (ETFs) في الولايات المتحدة من جمع 65 مليار دولار في عامها الأول، متفوقةً بذلك على التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى 30 مليار دولار فقط. هذا النجاح الهائل دفع سعر البتكوين للارتفاع من 43,000 دولار إلى أكثر من 100,000 دولار، ليحطم الأرقام القياسية ويُعيد تشكيل المشهد المالي العالمي.
وتمثل “iShares Bitcoin Trust” من بلاك روك، التي تعد أكبر صناديق البتكوين المتداولة، الإنجاز الأبرز حيث أصبحت أكثر الإصدارات نجاحًا في تاريخ صناعة ETFs الممتد 35 عامًا. وسط هذا الانفجار في الطلب، يشعر مستثمرو العملات الرقمية بأن هذا النجاح ليس سوى البداية، ويترقبون المزيد من التطورات المثيرة في الأشهر القادمة.
مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، منصبه في 10 يناير 2025، يتوقع عشاق العملات الرقمية أن يشهدوا بداية عهد جديد في التنظيمات المالية. ترامب، الذي أبدى دعمه الكبير للعملات المشفرة، يعد بتحفيز القطاع من خلال سياسة أكثر تساهلاً مع الأنظمة المالية الرقمية. هذا يشير إلى أن المزيد من الشركات ستتسابق لتقديم طلبات لمنتجات مالية مبتكرة، مثل صناديق المؤشرات المتداولة التي تتبع عملات رقمية مثل سولانا وXRP من ريبل.
في المقابل، يظل تأثير إدارة بايدن السابق، وخاصة موقف رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات السابق غاري غينسلير، حاضراً، حيث كان يفرض قيودًا أكثر صرامة على العملات الرقمية، محذرًا من تقلباتها وتهديداتها الأمنية. ومع تعيين بول أتكينز من قبل ترامب، وهو من المؤيدين للعملات المشفرة، يتوقع الخبراء تحولًا كبيرًا في السياسة التنظيمية، مما قد يفتح المجال لموجة من الابتكارات المالية في قطاع الأصول الرقمية.
ومع تقدم صناعة العملات المشفرة على جميع الأصعدة، بدأ العديد من اللاعبين الكبار مثل “فان إيك” و”21Shares” في التقدم بمقترحات لتطوير منتجات جديدة، ما يرفع من سقف التوقعات لمستقبل العملات الرقمية في العام 2025.