في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم ملامح النظام المالي الأميركي، يستعد الرئيس دونالد ترامب لإصدار أمر تنفيذي يفتح سوق التقاعد الأميركية، التي تقدر قيمتها بـ9 تريليونات دولار، أمام الأصول البديلة مثل العملات المشفرة والذهب والأسهم الخاصة.
ووفقًا لما نشرته فايننشال تايمز في 17 يوليو، فإن الأمر التنفيذي المرتقب سيوجّه الوكالات الفيدرالية لإزالة الحواجز التنظيمية التي تمنع إدراج الأصول الرقمية والاستثمارات غير التقليدية ضمن خطط التقاعد من نوع 401(k)، وهو ما يعتبر تحولًا كبيرًا في سياسات التقاعد الأميركية.
ويهدف القرار إلى تمكين مديري خطط التقاعد من الاستثمار في فئات أصول جديدة، مثل البيتكوين، وصناديق البنية التحتية، والقروض الخاصة، واستثمارات الاستحواذ، ما يمنح المدخرين الأفراد فرصًا أوسع لتنويع محافظهم المالية. كما سيوفر الأمر حماية قانونية تقلل من المخاطر على مسؤولي الخطط عند التعامل مع هذه الأدوات ذات المخاطر العالية والسيولة المحدودة.
ويأتي هذا التحرك في إطار سياسات ترامب الهادفة إلى تعزيز موقع الولايات المتحدة في الابتكار المالي. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع عام 2025، وقع ترامب على أوامر بإنشاء “احتياطي استراتيجي للبيتكوين”، ودعم مشاريع قوانين لتنظيم سوق الأصول الرقمية، أُقرّت بعضها مؤخرًا في مجلس النواب. كما أوقف عددًا من الإجراءات التي كانت تستهدف شركات العملات المشفرة.
وفي السياق ذاته، دخلت عائلة ترامب سوق العملات الرقمية بقوة، من خلال إطلاق عملة مستقرة خاصة، واستثمارات تجاوزت 2 مليار دولار عبر شركة ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب.
وستتيح الإصلاحات الجديدة لشركات استثمار كبرى مثل بلاك روك وبلاكستون وأبولو فرصة الوصول إلى أموال ملايين المدخرين الأميركيين، ما قد يفتح الباب أمام تدفقات استثمارية بمئات المليارات من الدولارات.