كيف تأثر الدولار بالبيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي.. وما هي توقعات الخبراء له للفترة المقبلة؟

كيف تأثر الدولار بالبيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي.. وما هي توقعات الخبراء له للفترة المقبلة؟
شهد الدولار الأمريكي العديد من التقلبات خلال الأسبوع الماضي ما بين الارتفاع والانخفاض والاستقرار، حيث جاء ذلك وسط ترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي الأمريكي يوم الثلاثاء المقبل للنظر في معدلات الفائدة الأمريكية.
كما حقق الدولار الأمريكي استفادة بشكل كبير من ارتفاع عائد السندات الأمريكية بمختلف اَجالها يوم الجمعة الماضية، حيث ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 1.03%، ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 20 عام بنسبة 0.38%، صعد العائد على السندات الأمريكية لأجل 30 عام بنسبة 0.55%، وكان هذا الارتفاع له تأثير إيجابي وقوي على مؤشر الدولار الأمريكي في الأسواق.
علاوة على ذلك، فتترقب العملة الأكبر في العالم بيانات التضخم وقرارات الفيدرالي رغم تعزز توقعات الأسواق بأن يبقي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير، ولكن من المرجح أن يستمر الفيدرالي في نبرته المتشددة وأن يشير إلى احتمال رفع سعر الفائدة خلال يوليو، إذا ظل التضخم فوق المستوى المستهدف البالغ 2%، وهذه التوقعات كان لها دوراً إيجابياً في تحركات العملة خلال نهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
أسباب تعرض الدولار الأمريكي للضغوط الأسبوع الماضي:
خلال الأسبوع الماضي صدر العديد من البيانات الاقتصادية والتي يكون لها تأثيراً قوياً على الدولار، ولعل أهم هذه البيانات صدور بيانات إعانة البطالة الأمريكية والتي جاءت حيث كشفت البيانات مرتفعة مقارنة بتوقعات الأسواق بانخفاضها لتسجل طلبات إعانات البطالة الأمريكية الجديدة ما يعادل 261 ألف طلب جديد، وهي أكثر من التوقعات التي أشارت لتسجيلها 236 ألف طلب فقط، بعدما سجلت القراءة السابقة ارتفاعا بطلبات إعانات البطالة الأمريكية بنحو 232 ألف، والتي تمت مراجعتها لتسجل نحو 223 ألف وظيفة فقط، وهذه البيانات السلبية عززت المخاوف حيال بدء تضرر سوق العمل داخل الولايات المتحدة من تداعيات
كيف تأثر مؤشر الدولار الأمريكي بهذه التطورات؟
في ظل ارتفاع عائد السندات وسلبية البيانات الاقتصادية والتوقعات حول السياسة النقدية الأمريكية، ارتفع مؤشر الدولار ولكنه لا يزال دون مستوى 104 نقطة، حيث يتم تداوله حاليا قرب مستوى 103.53 نقطة مرتفعا بنسبة 0.19%، ويترقب أي تطورات جديدة بالأسواق قد تؤثر بتداولاته.
ماهي توقعات الأسواق بشأن تحركات الدولار الأمريكي للفترة المقبلة؟
توقع الاقتصاديون في البنك الوطني الكندي NBF ارتفاع الدولار الفترة المقبلة.
وأشار الخبراء لدى البنك الكندي إلى أنهم جادلوا في الشهر الماضي حول توقعات السوق بشأن التسهيل النقدي الوشيك داخل الولايات المتحدة والتي كانت تبدو طموحة إلى حد ما، ولكن منذ ذلك الحين، تحول السوق إلى 180 درجة ويتوقع الآن بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة مرة أخرى هذا الصيف.
وتابع الخبراء لدى مصرف NBF بأنه في ظل توقعات استمرار ارتفاع البطالة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة وتشديد شروط الإقراض، فقد يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المرتفعة دون تغيير حتى الربع الأول من عام 2024، وذلك قبل أن يبدأ في خفضها بعد ذلك مع انكماش الاقتصاد، ولذلك، قد يرتفع الدولار قليلا خلال الأشهر المقبلة، قبل أن يعاني من ضعف محتمل في العام المقبل.
كما أضافوا بأنه من المتوقع أن يحتفظ الدولار بمعظم مكاسبه الأخيرة حتى اجتماع لجنة السياسة النقدية في الفيدرالي 
وتابع خبراء المؤسسة المصرفية الهولندية بأن التصور الأكبر لديهم يكمن في أن الدولار سيبدأ في اتجاه هابط دوري خلال النصف الثاني من العام الجاري، وقد يبدأ ذلك خلال الربع الثالث من هذا العام.