رغم تراجع معظم العملات الرئيسية أمام الدولار الأمريكي، إلا أن الين الياباني أظهر ضعفًا أكبر من غيره، مما قدم إشارات قوية لمواصلة بيعه مقابل العملات الأخرى. جاء هذا الضعف الحاد للين نتيجة سياسات بنك اليابان المستمرة في التيسير النقدي، بالإضافة إلى الفارق الكبير في معدلات الفائدة بين اليابان و الاقتصادات الكبرى الأخرى. إذ يواصل بنك اليابان الحفاظ على سياسة الفائدة المنخفضة لدعم النمو الاقتصادي، في الوقت الذي تقوم فيه البنوك المركزية الأخرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي، برفع معدلات الفائدة لمواجهة التضخم.
ومع بداية تداولات الأسبوع الحالي، شهدت الأسواق عمليات بيع مكثفة للين، مما أتاح للعملات الأوروبية، إضافة إلى الدولار الأمريكي، تحقيق مكاسب قوية أمام الين. ونقدر أن هذه التحركات الصاعدة للعملات الأخرى ليست سوى البداية، إذ نتوقع استمرار هذه المكاسب على حساب الين في ظل استمرار العوامل السلبية المحيطة به.
أحد أفضل الفرص الاستثمارية حاليًا هو زوج اليورو/ين، والذي يُظهر قوة من الناحية الفنية. تجاوز السعر لمستوى 164 يشكل إشارة قوية على استهداف مستويات أعلى، مع اعتبار 168، 170، و172 كأهداف مستقبلية محتملة. تظل هذه المستويات محفزًا كبيرًا للمستثمرين، حيث يمكن أن تتواصل عمليات الشراء في حالة استمرار الدعم الفني والاقتصادي للاتجاه الصاعد.
ننصح المستثمرين بمتابعة تصريحات بنك اليابان والأحداث الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على السياسات النقدية، حيث أن أي تغيير في سياسة البنك قد يؤثر على حركة الين. ومع ذلك، في ظل المعطيات الحالية، يبقى بيع الين خيارًا استثماريًا استراتيجيًا قويًا، حيث يظل الين في موقف ضعف أمام العملات الأخرى مع استمرار الضغوط البيعية عليه.