شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا منذ نهاية سبتمبر الماضي، مع استمرار سيطرة الثيران على الدولار وسط مؤشرات تعزز وضعه كملاذ آمن. ويعزى هذا الهبوط إلى تأكيد الأسواق المالية بأن الخفض القادم لأسعار الفائدة الأمريكية سيكون بمقدار 0.25% فقط، إضافة إلى توقعات بأن يتبع الاحتياطي الفيدرالي نهجًا حذرًا ومعتدلًا في تخفيض الفائدة لحماية الاقتصاد الأمريكي من تأثيرات تخفيضات سريعة وحادة. يأتي ذلك في وقت يركز فيه الفيدرالي على الحفاظ على مسار هبوطي مستدام للتضخم، خاصة بعد بيانات اقتصادية أمريكية أشارت إلى عدم استعجال الفيدرالي في خفض الفائدة، مما يتيح له مراقبة مؤشرات اقتصادية إضافية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.
حاليًا، يبقى الدولار الأمريكي مدعومًا بشكل قوي أمام العملات الرئيسية نظرًا لاستمراره كخيار آمن للمستثمرين، الذين يبحثون عن عوائد مستقرة في ظل حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي. ويزيد هذا من الضغوط على العملات المقابلة، لا سيما الجنيه الإسترليني، والذي يستمر في مواجهة ضغوط بيع قوية أمام الدولار.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الإسترليني لا يزال ضمن اتجاه صاعد أمام الدولار، حيث يلامس مستويات دعم هامة بالقرب من 1.2920، وهي أيضًا نقطة التقاء مع خط الاتجاه الصاعد. بناءً على التحليل الفني، يُنصح بالشراء في هذه المنطقة، بشرط الالتزام بوضع أمر وقف خسارة حال حدوث إغلاق يومي أدنى مستوى 1.2920. وتتمثل الأهداف المتوقعة لحركة الزوج الصاعدة في نطاق 1.3040 إلى 1.32، حيث يُتوقع أن تشهد الأسعار انتعاشًا جزئيًا في حال ثباتها فوق مستويات الدعم المذكورة.