تبحث مجموعة "أوبك+"، التي تضم الدول الكبرى المنتجة للنفط بقيادة السعودية وروسيا، إمكانية التراجع عن خطط زيادة إنتاج النفط اعتبارًا من شهر أكتوبر المقبل، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الطلب العالمي وأسعار الخام.
ويأتي هذا التوجه بعد أن كانت المجموعة قد وضعت خطة تدريجية لإنهاء التخفيضات الطوعية التي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، والتي بدأ تنفيذها منذ أبريل الماضي.
وتشمل الخطة رفع الإنتاج تدريجيًا عبر عدة أشهر، حيث كان من المقرر أن تزيد الإمدادات بنحو 180 ألف برميل يوميًا في أكتوبر، ضمن خطوات لفك قيود الإنتاج التي استمرت لفترة طويلة لدعم الأسعار.
غير أن التباطؤ في تعافي الطلب العالمي، وخاصة في الصين التي تُعد أحد أكبر مستهلكي الطاقة في العالم، أثار قلق "أوبك+" حيال استمرار الضغوط على أسعار النفط، والتي شهدت تقلبات ملحوظة مؤخرًا.
ودفع هذا التباطؤ المجموعة إلى إعادة تقييم خططها الإنتاجية، مع تزايد المخاوف من تأثير أي زيادة إضافية في المعروض على استقرار السوق.
وترى مصادر داخل المجموعة أن وقف زيادات الإنتاج قد يكون ضروريًا للحفاظ على توازن الأسواق، خاصة في ظل مؤشرات على ضعف الطلب خلال الأشهر المقبلة.
وتأتي هذه المراجعة المحتملة للسياسات الإنتاجية في وقت حساس تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات اقتصادية ومالية قد تؤثر على مستويات استهلاك الطاقة.
وتؤكد هذه المناقشات أن "أوبك+" مستعدة لتعديل سياساتها بسرعة إذا اقتضت الظروف، في محاولة للحد من تراجع الأسعار وضمان استقرار سوق النفط وسط مشهد اقتصادي عالمي يكتنفه الغموض.