لماذا تراجعت أسهم "إنفيديا" بشكل حاد هذا الأسبوع رغم الإيرادات القوية؟

لماذا تراجعت أسهم "إنفيديا" بشكل حاد هذا الأسبوع رغم الإيرادات القوية؟
أعلنت شركة "إنفيديا" الأسبوع الماضي تحقيق إيرادات بقيمة 30 مليار دولار في الربع المنتهي في يوليو 2024، وهو ما يتجاوز توقعات المحللين في وول ستريت.
كما أظهر التقرير المالي للشركة الأمريكية ارتفاع إيرادات أعمال مراكز البيانات الخاصة بها، والتي تشمل معالجات الذكاء الاصطناعي بنسبة 154% على أساس سنوي، وتوقعت نمو مبيعاتها بنسبة 80% في الربع الجاري، 
وبالرغم من الإيرادات القوية التي حققتها الشركة والطفرة الهائلة التي شهدتها، إلا أن سهم "إنفيديا" تراجع بشكل قوي في وقت سابق من تعاملات الأسبوع الجاري، فما السبب؟.
هبطت أسهم إنفيديا بحوالي 2% في تداولات ما قبل افتتاح السوق الأمريكي، الأربعاء الماضي، وذلك بعدما أفادت تقارير صحفية أن الشركة تلقت استدعاء من وزارة العدل كجزء من تحقيق مكافحة الاحتكار. 
وجاء هذا الهبوط بعدما هوى سهم إنفيديا بنسبة 10% خلال التداول العادي يوم الثلاثاء، وخسرت الشركة حوالي 279 مليار دولار من قيمتها السوقية، ثم هبط السهم في تداولات ما بعد السوق. 
وأفادت وكالة "بلومبرغ" أن تحقيق وزارة العدل لم يصل إلى مرحلة الشكوى الرسمية، وتساءلت الوكالة ما إذا كانت إنفيديا تمنع التحول إلى موردين آخرين لشرائح الذكاء الاصطناعي. 
تمتلك شركة "إنفيديا" أكثر من 80% من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، ويعود الصعود القوي للشركة خلال السنوات الأخيرة إلى سيطرتها شبه الكاملة على شرائح الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، والتي تأسست قبل سنوات من بدء المنافسين مثل AMDو Intel في التعامل مع الفئة بجدية.
ويرى المحللون أن التراجع الحاد في أسهم شركة إنفيديا، بالرغم من أداءها القوي ورهانات الصناعة عليها، يعود إلى العديد من العوامل، من بينها، تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي. 
كما دفعت البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين المستثمرين إلى إجراء عمليات بيع واسعة لشركة إنفيديا وغيرها من شركات صناعة الرقائق في تعاملات يوم الثلاثاء. 
في الوقت نفسه، هيمن الحذر على تعاملات المستثمرين الأسبوع الجاري، وسط ترقب تقرير الوظائف الأمريكية، والتي ستؤثر بشكل قوي على قرار صناع السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، خلال الاجتماع المقرر انعقاده يومي 17 و18 من سبتمبر الجاري. 
من ناحية أخرى، يخشى المستثمرون دخول الصين تايوان، عقب تصريحات الرئيس التايواني، مما سيؤدي لانهيار أسهم الرقائق مرة أخرى.
قال الرئيس التايواني لاي تشينج تي، الأحد الماضي، إن الصين لابد وأن تتحرك لاستعادة أراضٍ من روسيا إذا كان لديها رغبة أن تجعل تايوان إقليماً رسمياً لها. 
ومنذ فترة طويلة ادعت الحكومة الصينية أن تايوان جزء من أراضيها، وحاليًا اكتسب هذا الادعاء أهمية إضافية في ضوء الدور الكبير الذي تلعبه تايوان في تصنيع أشباه الموصلات واتجاهات الذكاء الاصطناعي.
يشار إلى أن إنفيديا تعتمد بشكل كبير على TSMC لتصنيع رقائقها، وبالتالي فإن أي اضطرابات في إنتاج الشركة الرائدة في التصنيع قد يكون لها عواقب وخيمة على أداء الشركة.
ويرى المحللون أن تراجع سهم إنفيديا أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها منذ بداية العام، حيث بلغت نسبة ارتفاعه 154% وتضاعفت قيمته عدة مرات.
وأشاروا إلى أن حدوث تصحيح طبيعي أمر ضروري لا مفر منه، بعد الصعود الجنوني الذي شهده خلال العامين الماضيين. 
وبالرغم من الهبوط الحاد الذي شهدته أسهم عملاق صناعة الرقائق الأمريكية "إنفيديا" خلال تعاملات الأسبوع الجاري، إلا أنها مازالت مرتفعة بنسبة 118% منذ مطلع العام.
هل تحتاج مساعدة او لديك استفسار؟