في عالم المال الذي يتسم بالتغير المستمر، يصبح من الضروري متابعة تحركات سوق الأوراق المالية بشكل مستمر. حيث نقدم في هذا التقرير أحدث الأخبار والبيانات المتعلقة بالأسواق المالية، بالإضافة إلى تحليلات ورؤية شاملة لما يحدث في الاقتصاد العالمي.
نحن نقوم بتغطية كافة جوانب السوق من تحركات المؤشرات الرئيسية وكذلك المؤشرات الاقتصادية الهامة والأحداث الجيوسياسية التي قد تؤثر على الأسواق. وفي التالي سوف نشرح ما حدث في الأسواق يوم أمس الاثنين وتوقعات اليوم.
فبالنسبة للأسهم الأمريكية، فقد تباين أداء الأسهم الأمريكية خلال تعاملات أمس الاثنين حيث أثرت أسهم التكنولوجيا على الأداء العام للأسواق، في وقت استمرت فيه عوائد سندات الخزانة في الارتفاع وسط حالة من الغموض بشأن الخطوة المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.9%، بينما انتعش مؤشر S&P 500 من خسائره السابقة ليغلق مرتفعًا بنسبة 0.2%. في المقابل، قلص مؤشر ناسداك المركب خسائره ليغلق منخفضًا بنسبة 0.4%.
جاء هذا الأداء بعد أن شهدت الأسهم تراجعًا يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى تكبد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك بعد أن أثار تقرير الوظائف القوي لشهر ديسمبر قلقًا بين المستثمرين. حيث بدت المخاوف متزايدة من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتخلى عن خطط خفض أسعار الفائدة هذا العام في ظل قوة سوق العمل.
شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعًا يوم الاثنين، حيث تأثرت معظم أسهم الشركات الكبرى مثل "Magnificent Seven" بالضغوط السلبية. كان من أبرز المتراجعين سهم شركة Nvidiaالتي انخفضت بنسبة 2% بعد إعلان البيت الأبيض عن قواعد جديدة لتقييد تصدير بعض الرقائق المتقدمة.
كما انخفضت أسهم شركات أخرى في قطاع الرقائق مثل Super Micro Computer (SMCI) وMicron (MU) وConstellation Energy (CEG) ، ما يعكس القلق العام في السوق حول تأثير هذه التوجهات السياسية على الشركات التكنولوجية.
في المقابل، سجلت بعض الشركات أداءً مغايرًا، حيث ارتفعت أسهم Tesla بنسبة تزيد عن 2% رغم أنها كانت في المنطقة الحمراء في معظم اليوم. أما سهم شركة Apple، فقد تراجع بنسبة 1% بعد تقرير من شركة Counterpoint Research أشار إلى انخفاض مبيعات iPhone في الربع الرابع، ما أدى إلى تراجع حصتها في سوق الهواتف الذكية العالمية.
من المتوقع أن تظل أسهم شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشريج" (TSM) محط أنظار المستثمرين قبل إعلان تقرير أرباح الربع الرابع، المقرر يوم الخميس قبل فتح السوق. يتوقع المستثمرون أن تسهم زيادة الطلب على الرقائق المدفوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في تعزيز النتائج المالية للشركة.
حيث يتوقع المحللون أن تحقق الشركة التايوانية العملاقة أرباحًا فصلية تصل إلى 11.4 مليار دولار، مدفوعة بالطلب الكبير على السيليكون المتقدم المستخدم في بنية الذكاء الاصطناعي. ومن المرجح أن تكون التوقعات مرتفعة بشكل خاص بعد أن أعلنت الشركة عن زيادة بنسبة 34% في مبيعاتها لعام 2024، مما يرفع من التفاؤل لدى المستثمرين.
أما في السوق الأوروبي، فقد تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية متأثرة بخسائر قطاعي التكنولوجيا والرعاية الصحية، وفي ظل زيادة الضغوط على الأسهم العالمية بعدما عززت بيانات التوظيف الأمريكية احتمالات إبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة خلال اجتماع يناير الجاري.
حيث هبط المؤشر الرئيسي لعموم أوروبا "ستوكس 600" بنسبة 0.5% .
وفي السوق الآسيوي خلال يوم الإثنين، شهدت الأسهم اليابانية والصينية تحركات ملحوظة، حيث ارتفعت الأسهم اليابانية، حيث سجل مؤشر نيكاي 225 زيادة بنسبة 0.5% تقريبًا، ليغلق عند 32,495.29 نقطة، مدعومًا بتحسن معنويات السوق وزيادة الطلب على الأسهم الصناعية.
بينما تراجعت الأسهم الصينية بشكل طفيف، حيث انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.3% تقريبًا، ليغلق عند 3,203.87 نقطة، وذلك بسبب مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وتأثيرات السياسة النقدية.
ما هي توقعات الأسواق لأداء مؤشرات الأسهم العالمية اليوم؟
من المتوقع أن يشهد أداء الأسهم الأمريكية يوم غد الثلاثاء حالة من التباين أو الحذر، في ظل استمرار تأثير تقلبات الأسواق الاقتصادية. العديد من المستثمرين سيركزون على البيانات الاقتصادية القادمة، مثل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) التي ستصدر يوم الأربعاء، والتي قد تقدم إشارات بشأن التضخم وتأثيراته على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة.
وبالنسبة لتوقعات أداء الأسهم الأوروبية، من المتوقع أن يشهد أداء الأسهم الأوروبية يوم غد الثلاثاء حالة من الحذر والترقب، في ظل متابعة الأسواق لتطورات البيانات الاقتصادية والقرارات السياسية. قد يكون المستثمرون في الأسواق الأوروبية متأثرين بالتقارير الاقتصادية المنتظرة، مثل بيانات التضخم أو معدلات النمو، والتي يمكن أن تعطي إشارات حول الوضع الاقتصادي في منطقة اليورو.
أيضًا، من المحتمل أن يؤثر تذبذب أسعار السلع مثل النفط والعوائد على السندات الأوروبية في اتجاهات الأسواق. إذا استمرت الضغوط من ارتفاع أسعار الفائدة أو التوقعات الاقتصادية السلبية، قد يواجه المستثمرون في الأسهم الأوروبية تحديات قد تؤثر على معنويات السوق. بشكل عام، من المتوقع أن تظل الأسواق في حالة ترقب وسط عدم اليقين العالمي بشأن السياسات الاقتصادية والمالية.
من المتوقع أن تشهد المؤشرات الآسيوية اليوم الثلاثاء تحركات متباينة، حيث قد تشهد الأسهم اليابانية استقرارًا أو ارتفاعًا طفيفًا بدعم من قطاع الصناعات والتكنولوجيا.
أما الأسهم الصينية فقد تستمر في التذبذب بسبب المخاوف الاقتصادية، مع ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية جديدة. بصفة عامة، ستظل الأسواق الآسيوية في حالة ترقب لتأثيرات الاقتصاد العالمي، مما قد يؤدي إلى تقلبات بين الارتفاع والانخفاض.
أبرز التداولات في سوق الفوركس يوم الاثنين
خلال يوم الاثنين، شهدت أسواق الفوركس تحركات ملحوظة حيث ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% أمام الين الياباني (USD/JPY) بسبب زيادة عوائد السندات الأمريكية وتوقعات رفع الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، تراجع اليورو بنسبة 0.3% أمام الدولار (EUR/USD) بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من منطقة اليورو.
كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% أمام الدولار (GBP/USD) بسبب المخاوف الاقتصادية في المملكة المتحدة. أما الفرنك السويسري فظل مستقرًا مع تغير طفيف بنسبة 0.1% مقابل الدولار (CHF/USD).
ما هي توقعات الأسواق لأداء الفوركس خلال اليوم الثلاثاء؟
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس اليوم تحركات متقلبة، حيث يستمر الدولار الأمريكي في الصعود أمام الين الياباني وسط توقعات برفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بينما قد يواجه اليورو والجنيه الإسترليني ضغوطًا نتيجة البيانات الاقتصادية الضعيفة. من المتوقع أن يتداول زوج اليورو/دولار حول 1.0650 إلى 1.0700 والجنيه/دولار بالقرب من 1.2050.
كيف كان أداء العملات الرقمية يوم الاثنين، وتوقعات تداولات اليوم؟
تراجعت العملات المشفرة بشكل حاد يوم الاثنين، حيث انخفض سعر البيتكوين (BTCUSD) إلى نحو 93,500 دولار، والإيثريوم (ETHUSD) إلى حوالي 3,100 دولار.
من المتوقع أن تشهد العملات الرقمية اليوم الثلاثاء تحركات متقلبة، مع مراقبة المستثمرين لعدة عوامل رئيسية. في حال استمرت الضغوط الاقتصادية العالمية، قد يتراجع سعر البيتكوين (BTC) نحو 92,000 دولار أمريكي أو أقل، بينما قد تجد مستويات الدعم حول 90,000 دولار. أما الإيثريوم (ETH)، فيمكن أن يتراوح سعره بين 3,050 و3,150 دولار أمريكي.
بينما إذا استمر تزايد الاهتمام بتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي أو حدث تطور إيجابي في السوق، يمكن أن يشهد سعر البيتكوين انتعاشًا إلى ما فوق 95,000 دولار، مع استمرار تداول الإيثريوم بين 3,150 و3,250 دولار أمريكي.
ماذا حدث لسوق السندات خلال تداولات الاثنين؟
سجلت عوائد سندات الخزانة ارتفاعًا طفيفًا، حيث بلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 4.79%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عام، كما تترقب أسواق السندات عن كثب البيانات الاقتصادية المقرر صدورها اليوم.
كيف أثر ارتفاع النفط يوم الاثنين على أسهم شركات الطيران؟
ارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى نحو 79 دولارًا للبرميل بعد الارتفاع الذي شهدته في نهاية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1% لتتداول عند 2680 دولارًا للأوقية.
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 5 أشهر يوم الاثنين، مما أثر على أسهم شركات الطيران ومشغلي الرحلات البحرية وغيرها من الشركات التي تتأثر أوضاعها المالية بشكل مباشر بأسعار الوقود.
كيف كان أداء المعدن الأصفر في ختام تداولات الاثنين؟
تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات يوم الإثنين، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر على توجهات السياسة النقدية.
عند إغلاق السوق، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير بنسبة 1.35%، أي ما يعادل 36.4 دولار، ليصل سعر الأوقية إلى 2678.60 دولار، وسط ضغوط من التحركات في أسواق العملات والسندات، وذلك في ظل انتظار ما يحدث اليوم المعدن الأصفر وسط حالة من الترقب للبيانات الاقتصادية التي ستصدر الثلاثاء.
ماذا تنتظر الأسواق من بيانات اقتصادية هذا الأسبوع؟
يتطلع السوق إلى بيانات اقتصادية هامة هذا الأسبوع، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلكين الذي سيصدر يوم الأربعاء. وعلى الرغم من استمرار ارتفاع أسعار الفائدة على مدار العامين الماضيين، أظهر الاقتصاد الأمريكي مرونة ملحوظة، مما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة والإبقاء عليها مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا. وقد أظهرت بيانات الوظائف الأسبوع الماضي قوة الاقتصاد، ما يزيد من ترقب المستثمرين لتقرير الأربعاء وبيانات التضخم بالجملة اليوم الثلاثاء، بحثًا عن أي إشارات تشير إلى توقف التقدم في خفض التضخم أو تراجعه.