
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات أمس الثلاثاء على ارتفاعات قوية لليوم الثاني على التوالي، في أسبوع تداول قصير بسبب عطلة عيد الشكر، حيث استفادت المؤشرات من تحسن شهية المخاطرة على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها أسهم شركات أشباه الموصلات.
فقد قفز مؤشر داو جونز بأكثر من 650 نقطة، بينما سجل كل من S&P 500 وناسداك مكاسب واضحة، مدعومة بتوقعات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وجاء هذا الأداء الإيجابي رغم التراجع الملحوظ في أسهم شركات التكنولوجيا والحوسبة المتقدمة، بعد تقارير تشير إلى أن Meta تدرس استخدام شرائح الذكاء الاصطناعي من Google في مراكز البيانات الخاصة بها، ما شكل ضغطًا على أسهم Nvidia وAMD وQualcomm.
وفي المقابل، واصلت Alphabet صعودها بدعم من التفاعل الإيجابي مع إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "Gemini 3"، بينما حققت Broadcom مكاسب قوية امتدادًا لارتفاعها الحاد في الجلسة السابقة.
وتزامن تحسن السوق مع صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية التي تأخرت بسبب الإغلاق الحكومي المؤقت، أبرزها بيانات مبيعات التجزئة التي ارتفعت بنسبة 0.2% في سبتمبر، وهي أقل من التوقعات البالغة 0.3%.
كما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3%، فيما جاءت القراءة الأساسية للمؤشر أقل من المتوقع. أما مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر فقد جاء دون التوقعات عند مستوى 88.7، وهو الأدنى منذ أبريل، مما عزز رهانات خفض الفائدة.
على صعيد أسواق الدخل الثابت، تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى مستوى 4%، بينما تشير أحدث قراءات أداة FedWatch إلى أن الأسواق ترجّح بأكثر من 83% خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي المقبل، في ارتفاع طفيف عن التقديرات السابقة.
وفي سياق السياسة النقدية، أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس قد يعلن عن خليفة لرئيس الفيدرالي جيروم باول قبل عطلة عيد الميلاد.
وفي تحركات الأسهم بعد نتائج الأعمال، قفزت أسهم كل من Kohl’s وAbercrombie & Fitch بأكثر من 40%، كما ارتفعت أسهم Zoom بنحو 10%، في حين هبطت Burlington Stores بنسبة 12%.
أما في أسواق السلع والعملات الرقمية، فقد واصل النفط الخام الأمريكي تراجعه إلى نحو 58 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع الذهب إلى 4135 دولارًا للأونصة، وتراجعت البيتكوين إلى حدود 87,300 دولار بعد اقترابها ليلًا من 89,000 دولار. كما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% إلى مستوى 99.86.
أما الأسواق الأوروبية فقد شهدت جلسة متباينة، حيث ارتفعت بعض المؤشرات بدعم من تحسن المعنويات بعد صعود وول ستريت، بينما تعرضت أسهم التكنولوجيا لضغوط مشابهة لما حدث في الأسواق الأمريكية.
وفي آسيا، اتسمت التداولات بالمزيج بين الارتفاع والتراجع؛ فقد حققت بعض المؤشرات مكاسب مستفيدة من توقعات تخفيف السياسة النقدية الأمريكية، بينما بقيت أخرى في نطاق ضيق نتيجة القلق من تباطؤ الطلب العالمي على التكنولوجيا وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
وبالنظر إلى تداولات اليوم، تتوقع الأسواق استمرار التقلبات في قطاع التكنولوجيا، مع بقاء الأنظار مركزة على بيانات التضخم والإنفاق والاستهلاك الأمريكية التي قد تُصدر خلال الأيام المقبلة.
كما يراقب المستثمرون عن كثب أي تعليقات جديدة من مسؤولي الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة، في وقت تستعد فيه الأسواق لإغلاق مبكر نهاية الأسبوع بمناسبة عطلة عيد الشكر.







