
تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ في ختام تداولات أمس الخميس بعدما ألغت المؤشرات الرئيسية المكاسب الكبيرة التي حققتها في الساعات الأولى من الجلسة.
وجاء هذا التحول السريع في اتجاه السوق رغم النتائج القوية التي أعلنتها شركة إنفيديا، والتي تجاوزت تقديرات المحللين وأظهرت نمواً قوياً في أعمال الذكاء الاصطناعي.
أنهى مؤشر ناسداك تعاملات أمس على انخفاض يقارب 2.2%، بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1.6%.
أما مؤشر داو جونز، الذي كان قد صعد بأكثر من سبعمائة نقطة في بداية الجلسة، فقد فقد زخمه سريعاً ليغلق منخفضاً بما يقرب من أربعمائة نقطة. هذه التقلبات جاءت بعد جلسة شهدت محاولة تعافٍ سابقة للمؤشرات بدعم من الترقب لنتائج إنفيديا.
وعلى الرغم من إعلان الشركة عن نتائج تفوقت بشكل واضح على توقعات وول ستريت، إضافة إلى توقعات إيجابية للربع المقبل، فإن السهم لم يصمد أمام موجة البيع الواسعة، إذ أنهى التداولات منخفضاً بأكثر من 3% بعد ارتفاع مبكر تجاوز 5%.
وقد أشار الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ إلى أن الطلب على منصة الذكاء الاصطناعي "بلاكويل" يفوق كل التوقعات، إلا أن الأسواق بدت أكثر تركيزاً على مسار أسعار الفائدة والمخاطر الاقتصادية.
أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي وظائف جديدة بأرقام تفوق التقديرات بأكثر من الضعف خلال سبتمبر، رغم أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.4%، وهو ما يعكس تفاوتاً في قوة سوق العمل.
هذا المزيج المتباين في المؤشرات زاد من حالة الغموض حول قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل، وما إذا كان سيقدم على خفض الفائدة أم يفضل التريث. وفي الوقت نفسه، تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى حدود 4.10%.
وفي سوق العملات الرقمية، تعرضت بيتكوين لضغط قوي أوصلها إلى نحو 86 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عدة أشهر، ما دفع الأسهم المرتبطة بالقطاع مثل روبن هود وكوينبَيس إلى تسجيل خسائر كبيرة تجاوزت 7% و10%.
اوعلى الجانب الأخر، فقد افتتحت لأسواق الآسيوية تعاملات اليوم الجمعة على تراجع مماثل، حيث انعكس ضعف وول ستريت بشكل واضح على مؤشرات المنطقة.
أما مؤشر نيكي الياباني سجّل انخفاضاً ملحوظاً نتيجة موجة بيع في أسهم التكنولوجيا وشركات أشباه الموصلات، بينما تعرضت البورصات الكورية والهونغ كونغ لضغوط مماثلة مع تزايد مخاوف المستثمرين من تباطؤ قطاع الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.
كما اتسمت جلسات التداول في آسيا بحذر واضح نتيجة عدم اليقين بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية.
وفي أوروبا، بدأت المؤشرات تعاملات الجمعة على تراجع طفيف، إذ أبدى المستثمرون تخوفاً من استمرار تقلبات وول ستريت، بالتزامن مع تقييم نتائج الشركات الكبرى، خصوصاً شركات التكنولوجيا التي أصبحت محور حركة الأسواق. ورغم أن بعض القطاعات الدفاعية أظهرت تماسكا، فإن المزاج العام ظل متأثراً بالضغوط التي طالت الأسواق الأمريكية.
ورغم الصورة القاتمة نسبياً، برز سهم وول مارت كنقطة إيجابية، إذ قفز بأكثر من 6% بعدما أعلنت الشركة عن أرباح وإيرادات فاقت تقديرات الربع الثالث، إلى جانب رفع توقعاتها المالية للعام المقبل، كما أعلنت نقل إدراج سهمها من بورصة نيويورك إلى بورصة ناسداك، وهو ما زاد من الزخم الإيجابي حول السهم.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
أما بالنسبة لتوقعات جلسة اليوم، فالأسواق العالمية تواجه حالة من الترقب الشديد. متعاملون كثر يتوقعون استمرار التقلبات، خصوصاً في أسهم التكنولوجيا، مع استمرار تأثير نتائج إنفيديا وتداعيات بيانات الوظائف الأمريكية.
بينما الأسواق الآسيوية مرشحة لمزيد من الضغوط ما لم تتجه العقود الآجلة الأمريكية إلى الارتفاع، بينما قد تفتتح أوروبا على أداء متباين بانتظار إشارات أوضح حول اتجاه الفيدرالي. وفي العملات الرقمية، قد يستمر الضغط البيعي ما لم تظهر محفزات جديدة تعيد الثقة للمستثمرين.






