أسبوع حاسم للأسواق: أرباح البنوك، بيانات اقتصاديّة هامة وتحركات قوية في السلع والعملات

أسبوع حاسم للأسواق: أرباح البنوك، بيانات اقتصاديّة هامة وتحركات قوية في السلع والعملات

يتطلع المستثمرون هذا الأسبوع إلى إعلان نتائج الأرباح من عدة بنوك رائدة مثل جي بي مورجان (JPM)، جولدمان ساكس (GS)، بنك أوف أمريكا (BAC)، وويلز فارجو (WFC)، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المؤسسات المالية الكبرى.  

ويأتي ذلك بعد سلسلة من التقارير القوية للربع الثالث، حيث أظهرت المؤسسات المالية تركيزًا متزايدًا على خدماتها في مجالات الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الثروات. من المتوقع أن تسلط هذه التقارير الضوء على كيفية تكيف هذه البنوك مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وتوجهاتها المستقبلية في ظل سعيها لتعزيز أرباحها ونموها. 

أبرز الشركات والمؤسسات التي ستعلن عن نتائج أرباح الربع الرابع 2024 

من المقرر أن تقدم أكبر بنك في العالم من حيث القيمة السوقية، جي بي مورجان تشيس، تقريره يوم الأربعاء، بعد أن تجاوزت إيراداته للربع الثالث تقديرات المحللين. كما ستكشف العديد من المؤسسات المالية الكبرى مثل جولدمان ساكس، ويلز فارجو، بلاك روك، سيتي جروب، وبنك نيويورك ميلون عن نتائجها أيضًا يوم الأربعاء. 

في اليوم التالي، الخميس، من المتوقع أن تعلن كل من بنك أوف أمريكا، مورغان ستانلي، وPNC للخدمات المالية عن أرباحها، بينما ستكشف مجموعة من البنوك مثل تروست فاينانشال، ستايت ستريت، وريجينز فاينانشال عن نتائجها المالية يوم الجمعة. كما يُتوقع أن تثير تقارير الأرباح من شركات بارزة في مجالات التكنولوجيا والرعاية الصحية، مثل يونايتد هيلث وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، اهتمام المستثمرين، "مما قد يؤثر على حركة الأسواق بشكل ملحوظ. 

ماذا عن أهم الأحداث الاقتصادية هذا الأسبوع؟ 

من المتوقع أن يركز المستثمرون هذا الأسبوع على تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الذي سيصدر يوم الأربعاء، وهو ما سيسلط الضوء على وضع التضخم في الولايات المتحدة. 

 بالإضافة إلى ذلك، سيتم إصدار بيانات مهمة تتعلق بالتضخم الجملة، مبيعات التجزئة، وبدء بناء المساكن، وهي مؤشرات ستساعد في رسم صورة أكثر وضوحًا عن حالة الاقتصاد الأمريكي. هذه البيانات قد تساهم في تحديد اتجاهات السوق وتؤثر على قرارات المستثمرين في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. 

في الوقت نفسه، من المنتظر أن يقدم عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي رؤى حول السياسة النقدية المقبلة، قبل فترة التعتيم التي تسبق اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في نهاية يناير. 

كما سيتحدث هذا الأسبوع كل من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، مما سيوفر إشارات مهمة حول التوجهات المستقبلية لرفع أو تعديل أسعار الفائدة. 

أظهرت بيانات نوفمبر عن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية، وهو الارتفاع الأكبر منذ عامين، ما أدى إلى زيادة سنوية في معدل التضخم بنسبة 2.7% مقارنة بالشهر السابق. كما سجلت أسعار الجملة ارتفاعًا في ديسمبر، مدفوعة جزئيًا بتأثيرات تفشي إنفلونزا الطيور الذي تسبب في زيادة أسعار السلع الهامة كالبيض. في يوم الجمعة المقبلة، من المتوقع أن تقدم بيانات مؤشر أسعار الواردات والصادرات مزيدًا من التفاصيل حول حركة الأسعار العالمية، مما قد يؤثر على توقعات التضخم. 

كما من المتوقع صدور بيانات عن مبيعات التجزئة هذا الأسبوع، التي قد تكشف عن أنماط الإنفاق الاستهلاكي ومدى قوة الاقتصاد بشكل عام. في ضوء هذه التقارير، سيكون التركيز على ما إذا كانت هناك مؤشرات على وتراجع التضخم أو استمراره، حيث سيكون لذلك تأثير كبير على التوقعات بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تقدم بعض خطب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع إشارات إضافية حول توجهات البنك المركزي فيما يتعلق بالاقتصاد والسياسة النقدية. 

ماذا حدث للسوق الأمريكي نهاية الأسبوع الماضي؟ 

في الأسبوع الماضي، تعرض السوق لانتكاسات كبيرة، حيث أغلق مؤشر ناسداك أخيرًا تحت خط المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا. 

شهدت أسهم شركة نفيديا (NVDA) تراجعًا بعد بلوغها مستويات قياسية، في حين أن أسهم شركة تايوان سيميكونداكتور (TSM) لصناعة الرقائق، والتي تعد شريكًا رئيسيًا لنفيديا، لم تشهد تغييرًا كبيرًا خلال الأسبوع، لكنها احتفظت بنقطة شراء مدعومة بزيادة في المبيعات. 

أما أسهم تسلا (TSLA) فقد شهدت انخفاضًا على مدار الأسبوع، لكن مع بداية يوم الجمعة، استطاعت الأسهم العثور على دعم رئيسي بعد إطلاق موديل Y الجديد، مما أوقف التراجع. 

من جهة أخرى، نجحت العديد من الأسهم في تحقيق مكاسب يوم الجمعة، مثل دلتا إير لاينز (DAL) وFTAI إيفياشن (FTAI) وغلوبوس ميديكال (GMED) وكونستليشن إنيرجي (CEG)، التي حققت اختراقًا إيجابيًا.

كما استردت أسهم شركة ميتا بلاتفورمز (META) نقطة شراء جديدة. بشكل عام، أظهرت قطاعات مثل الطاقة، ومتاجر الخصومات، والشركات الطبية قوة ملحوظة في هذا الأسبوع.  

ما هي توقعات الأسواق لمؤشرات الأسهم العالمية اليوم الاثنين؟ 

من المتوقع أن تشهد الأسهم انتعاشاً في حالة تم استيعاب تأثيرات السياسة النقدية أو شهد الاقتصاد الأمريكي مؤشرات إيجابية على النمو، خصوصًا في القطاعات مثل الطاقة والمالية.  

إذا كانت ردود الفعل في أسواق الأسهم الأمريكية، والسندات، والدولار على تقرير الوظائف الأمريكي الصادر يوم الجمعة مؤشرًا، فإن أسواق آسيا ستواجه يومًا متقلبًا يوم الاثنين، مع ارتفاع جديد في عوائد السندات ومخاوف من التضخم. 

توقعات الأسواق الأوروبية اليوم الاثنين تشير إلى أن الأسهم قد تشهد تذبذبًا طفيفًا في البداية، مع إمكانية تسجيل بعض المكاسب في حال استمرار التفاؤل بشأن البيانات الاقتصادية والأنباء المتعلقة بالتطورات الجيوسياسية. إذا استمر القلق بشأن معدلات التضخم أو رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الأوروبية، فقد تواجه أسواق الأسهم الأوروبية ضغوطًا، خصوصًا في القطاعات التي تعتمد على النمو الاقتصادي، مثل أسهم التكنولوجيا والاستهلاك. 

كيف كان أداء العملات الرقمية خلال تعاملات الجمعة؟ 

شهدت أسواق العملات الرقمية تقلبات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجعت عملة البيتكوين من مستويات عالية سجلت حوالي 103,000 دولار في بداية الأسبوع، لتصل إلى أدنى مستوى لها عند 91,600 دولار يوم الجمعة، قبل أن تتعافى جزئيًا وتغلق عند حوالي 94,700 دولار.  

ارتفع سعر عملة إيثريوم، ثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين، بنحو 3.6% ليتم تداولها عند 3302.38 دولار. 

وزاد سعر عملة ريبل بنسبة 2.16% ليصل إلى 2.3138 دولار، في حين سجلت عملة دوجكوين ارتفاعًا بنحو 6% عند مستوى 33.69 سنت. 

هذا التذبذب يعكس التأثيرات المتلاحقة للتطورات الاقتصادية والجيوسياسية على شهية المخاطرة في الأسواق المالية، حيث يتفاعل المستثمرون بشكل سريع مع أي تغيرات قد تؤثر على أسعار الأصول الرقمية خلال تعاملات اليوم الاثنين. 

ماذا كان أداء الذهب والنفط مع ختام تعاملات الاسبوع الماضي؟ 

على الجانب الآخر، سجلت أسواق المعادن الثمينة والنفط تحركات قوية في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة. ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1% لتصل إلى حوالي 2,720 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى لها في شهر، مما يعكس اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في أوقات عدم الاستقرار.  

وبالنسبة لتوقعات الذهب لتداولات اليوم الاثنين، فمن المتوقع أنه إذا استمرت الضغوط الجيوسياسية أو تزايدت المخاوف الاقتصادية، قد يصل الذهب إلى مستويات أعلى من 2,720 دولار للأونصة. ومع ذلك، فإن التحركات قد تكون محدودة إذا بدأت الأسواق في التركيز على فرص الاستثمار الأخرى، أو إذا انخفضت المخاوف الجيوسياسية، مما قد يؤدي إلى تصحيح طفيف في الأسعار.

كما شهدت أسعار النفط الخام زيادة تجاوزت 3% نتيجة لتجدد المخاوف الجيوسياسية التي تؤثر على إمدادات الطاقة. هذه التحركات تشير إلى تزايد القلق بين المستثمرين في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية. 

ومن المتوقع أن يصل سعر النفط الخام إلى مستويات 85 دولار للبرميل خلال تعاملات اليوم الاثنين. 

ما هي توقعات الأسواق لسوق الفوركس مع بداية الأسبوع الجاري؟ 

توقعات العملات الأجنبية اليوم الاثنين تشير إلى أن الدولار الأمريكي سيظل قويًا، مما قد يؤدي إلى انخفاض زوج اليورو/الدولار إلى مستويات بين 1.0800 و 1.0850. من المتوقع أيضًا أن يستقر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، مع تحركات محتملة للزوج نحو 1.2050 إلى 1.2150. 

 بالنسبة للين الياباني، من المرجح أن يبقى ضعيفًا أمام الدولار، مع تداول محتمل لزوج الدولار/الين بين 132.00 و 133.00. كما يُتوقع أن يشهد الدولار الأسترالي تذبذبًا، حيث قد يتراوح زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي بين 0.6600 و 0.6700، في حين سيظل الدولار الكندي عرضة لتقلبات أسعار النفط، مع تحركات متوقعة لزوج الدولار الكندي/الدولار الأمريكي بين 1.3400 و 1.3450.