شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تباينًا في بداية تعاملات يوم الجمعة، وسط حالة من الحذر والترقب في الأسواق بعد موجة تقلبات حادة سجلتها خلال الجلسة السابقة. ويأتي هذا في ظل استمرار تقييم نتائج أعمال الشركات، إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن أوضاع القطاع المصرفي والإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.20% أو ما يعادل 103 نقاط ليصل إلى مستوى 46055 نقطة، وذلك بعد أن كان قد هبط بنحو 300 نقطة في جلسة الخميس.
هذا الارتفاع يشير إلى بعض التعافي في معنويات المستثمرين، خاصة تجاه الأسهم ذات الطابع الدفاعي أو المرتبطة بالاقتصاد التقليدي.
في المقابل، لم يشهد مؤشر إس آند بي 500 تغيرًا يُذكر ليستقر عند 6625 نقطة، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.15% أو 32 نقطة ليصل إلى 22530 نقطة، متأثرًا بضعف الأداء في قطاعات التكنولوجيا التي عادة ما تكون أكثر حساسية للتقلبات.
تراجع مؤشر فيكس، المعروف بمؤشر الخوف، بنسبة 5.20% إلى 23.99 نقطة، بعد أن كان قد قفز في الجلسة السابقة بأكثر من 20% ليغلق فوق مستوى 25 نقطة.
هذا الانخفاض يعكس تراجعًا مؤقتًا في توقعات المستثمرين للتقلبات خلال الشهر المقبل، رغم استمرار الضبابية في المشهد الاقتصادي.
المخاوف حول القطاع المصرفي لا تزال حاضرة، خاصة بعد إعلان بنكي زايونز وويسترن أليانس عن خسائر كبيرة ناتجة عن قروض رديئة، وهو ما أدى إلى تراجع سهمي البنكين بنسبة 13% و11% على التوالي. هذا التطور أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بالبنوك الإقليمية ومدى متانة محافظها الائتمانية.
وتتزايد حالة القلق في الأسواق بسبب استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، الذي دخل يومه السابع عشر، ما يضيف مزيدًا من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
كما تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين توترًا متصاعدًا، بعد تبادل الطرفين تصريحات وتصعيدات تجارية خلال الأيام الأخيرة، مما زاد من الضغوط على الأسواق المالية.
في ظل هذه الأجواء، يظهر أداء مؤشر داو جونز كتحرك منفرد، مع ميل بعض المستثمرين للعودة إلى الأسهم الكبرى ذات العوائد الثابتة نسبيًا، في انتظار مزيد من الوضوح بشأن اتجاهات السياسة النقدية والوضع الاقتصادي في الفترة المقبلة.