سجلت الأسهم الأمريكية حركة متباينة في تعاملات الثلاثاء، إذ واصل مؤشر S&P 500 تحقيق مستويات قياسية جديدة بدعم من استمرار الزخم الشرائي، فيما أظهر مؤشر داو جونز الصناعي أداءً قويًا، بينما تعرض مؤشر ناسداك لضغوط مع هبوط بعض أسهم التكنولوجيا الكبرى.وخلال الجلسة، ظل مؤشر S\&P 500 قريبًا من مستوى الاستقرار بعد أن لامس ذروة تاريخية جديدة، في حين تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بـ221 نقطة أو ما يعادل 0.5%، محققًا مستوى قياسيًا جديدًا، بينما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنحو 0.3% مع انحسار شهية المخاطرة تجاه أسهم التكنولوجيا.وكانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية قد أغلقت عند مستويات قياسية يوم الاثنين، مسجلةً موجة صعود قوية لثلاث جلسات متتالية.وقد تسارعت المكاسب في النصف الثاني من جلسة الاثنين بدعم من قفزة تجاوزت 4% في سهم إنفيديا، بعدما أعلنت الشركة عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار بالتعاون مع OpenAI لبناء مراكز بيانات مخصصة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.ورغم هذه المكاسب، لا تزال هناك تساؤلات حول قدرة موجة الصعود المدفوعة بالذكاء الاصطناعي على الاستمرار، خاصة في ظل تقييمات سوقية مرتفعة تزيد من حساسية المؤشرات أمام أي أخبار سلبية.وأوضح جو ديفيس، كبير الاقتصاديين في شركة Vanguard، أن النمو السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب خفض الفيدرالي الأخير لأسعار الفائدة، أسهما في ارتفاع مضاعفات السوق، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأساسيات الاقتصادية ما تزال في وضع جيد.وأضاف ديفيس أن الأسواق بحاجة إلى تسارع في النمو الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام أو تقدم ملموس في كبح التضخم، الذي يظل صعب السيطرة، مشيرًا إلى أن تحقيق أحد هذين الشرطين سيعزز استقرار واستمرارية موجة الصعود.وينتظر المستثمرون صدور بيانات هامة يوم الجمعة المقبل تتعلق بمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم، والتي قد تعطي إشارات أوضح حول توجهات السياسة النقدية للفترة المتبقية من العام.إلى جانب ذلك، تزداد المخاوف بشأن احتمالية إغلاق حكومي مع اقتراب الموعد النهائي في 30 سبتمبر، بعد فشل مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي في تمرير مقترحات تمويل مؤقتة من الحزبين.ورغم أن الأسواق غالبًا ما تجاهلت هذه التهديدات في السابق، إلا أن المخاطر هذه المرة تبدو أكثر حدة في ظل بيئة اقتصادية ضعيفة تُعد الأضعف منذ أكثر من عقدين، ما قد يجعل تداعيات أي إغلاق حكومي أكثر تأثيرًا على ثقة المستثمرين وأداء الأسواق.