سجلت أسعار النفط تراجعًا عند تسوية تعاملات يوم الأربعاء، في وقت واصل فيه المستثمرون تقييم آفاق سوق الطاقة العالمية وسط مزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، شملت تصاعد التوترات في كل من أوكرانيا وفنزويلا، إلى جانب تسارع وتيرة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر فبراير بنسبة 0.22%، أي ما يعادل 14 سنتًا، لتستقر عند مستوى 62.24 دولار للبرميل مع نهاية الجلسة.
وفي المقابل، سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (نايمكس) تسليم فبراير ارتفاعًا طفيفًا بلغ 3 سنتات فقط، لينهي التعاملات عند 58.35 دولار للبرميل.
وعلى أساس الأداء منذ بداية عام 2025، لا تزال أسعار النفط تتعرض لضغوط قوية، إذ انخفض سعر خام برنت بنحو 16%، بينما يتجه الخام الأمريكي لتسجيل خسائر تقارب 18%.
ويُعد هذا الأداء الأضعف منذ عام 2020، عندما تضرر الطلب العالمي على النفط بشكل حاد جراء تداعيات جائحة كورونا.
وتواجه سوق الطاقة في الآونة الأخيرة مخاطر متزايدة تتعلق باحتمالات اضطراب الإمدادات، في ظل تصعيد الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، وفرضها حصارًا على ناقلات النفط المتجهة من فنزويلا أو إليها، ما أثار مخاوف بشأن تدفق الخام من أحد كبار المنتجين في أمريكا اللاتينية.
وفي السياق نفسه، تواصل أوكرانيا استهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية المرتبطة بالنقل البحري داخل الأراضي الروسية عبر غارات جوية، وذلك بالتزامن مع استمرار المحادثات الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية بين البلدين، والتي تجري بوساطة ورعاية أمريكية.
أما على صعيد الطلب، فقد فاجأ الاقتصاد الأمريكي الأسواق بتسجيل نمو أسرع من المتوقع خلال الربع الثالث من العام، الأمر الذي دعم توقعات استهلاك الطاقة في أكبر اقتصاد عالمي.
وفي المقابل، ساهمت هذه البيانات القوية في تقليص احتمالات إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في يناير المقبل، ما زاد من تعقيد الصورة أمام أسواق النفط.



.webp)
.webp)


