كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتصاد في الولايات المتحدة وسوق الأوراق المالية؟

كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتصاد في الولايات المتحدة وسوق الأوراق المالية؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبعد يومين فقط، تراقب الأسواق المالية بقلق.
لا يوجد نقص في الأسباب التي تدعو إلى التوتر والقلق، فقد عرض كلاً من الجانبين رؤى مختلفة جذرياً لمستقبل أميركا الاقتصادي، وهو ما يترتب عليه عواقب كبرى على بقية العالم.
يأتي ذلك في ظل التوترات المتصاعدة مع الصين والأزمة المستمرة في الشرق الأوسط، كما زاد سعر الذهب وهو أداه دارجة يستخدمها المستثمرون للتحوط ضد حالة عدم اليقين إلى مستويات قياسية.
لقد توقع الكثيرون بما قد يخفيه لنا القدر لسوق الأوراق المالية والاقتصاد، سواء في الولايات المتحدة أو بقية البلاد حول العالم.
في الولايات المتحدة، يخضع كلا الجانبين السياسيين لبعض الصور النمطية المبسطة.
وكثيراً ما يُنظَر إلى الديمقراطيين باعتبارهم حزب الإنفاق الحكومي الاستباقي، الذي يفضل السياسات التي تعيد توزيع الثروة من خلال الضرائب.
ومن ناحية أخرى، يتمتع الجمهوريون بسمعة طيبة باعتبارهم حزباً صديقاً للأعمال التجارية ويؤيد الحكومة الصغيرة، ويفضل السياسات الأكثر سلبية مع انخفاض معدلات الضرائب.
لذا، قد يفاجئك أن تعلم أنه إذا نظرنا إلى جزء كبير من القرن الماضي، فسوف نجد أن أداء الاقتصاد الأميركي وأسواق الأسهم كان أفضل في الواقع تحت الرئاسات الديمقراطية، على مقياسين رئيسيين.
وجد الباحثون على مدار الفترات الماضية، أن متوسط ​​نمو الناتج المحلي الإجمالي بلغ 4.86 في المائة في عهد الرؤساء الديمقراطيين، وفي عهد الرؤساء الجمهوريين بلغ متوسط ​​النمو 1.7 في المائة.
كانت علاوة مخاطر الأسهم" في سوق الأسهم الأميركية أعلى بنسبة 10.9 في المائة في عهد الرؤساء الديمقراطيين مقارنة الجمهوريين، وفي الفترة من 1999 إلى 2015، كانت أعلى في عهد الرؤساء الديمقراطيين بنسبة 17.4 في المائة.
هذا هو معدل العائد الزائد الذي يمكن الحصول عليه من خلال الاستثمار في الأسهم فوق "المعدل الخالي من المخاطر" (مثل سعر الفائدة على حساب التوفير).
يتألف العائد على الأصول مثل الأسهم من معدل الخالي من المخاطر من البنوك بالإضافة إلى علاوة المخاطر، وتحدد البنوك المركزية إلى حد كبير معدلات بعيدة عن المخاطر، وهي مستقلة عن الحكومة في أغلب البلدان.
ما الذي قد يكون السبب وراء هذا التأثير؟
تعكس الإحابة الحظ السعيد أو السياسات الجيدة أصعب كثيراً، فإذا كان التأثير ناتجاً عن قرارات سياسية متفوقة، فهذا يعني ضمناً أن الناخبين فشلوا مراراً وتكراراً في مكافأة الحكومة الجيدة.
لكن الخبراء يقولوا أنه عندما يكون الاقتصاد ضعيفاً وأسعار الأسهم منخفضة، يصبح الناخبون أكثر عزوفاً عن المخاطرة. وهذا من شأنه أن يدفعهم إلى تفضيل سياسات إعادة توزيع الثروة التي ينتهجها الديمقراطيون.
تعزز آخر ثلاث عمليات انتقال من الرئاسة الجمهورية إلى الرئاسة الديمقراطية هذه النظرية، فقد انتُخِب بِل كلينتون بعد فترة وجيزة من الركود الذي شهده عامي 1990 و1991، وانتُخِب باراك أوباما في ذروة الأزمة المالية العالمية، وانتُخِب جو بايدن أثناء الجائحة.
ومع تعافي الاقتصاد من الأزمة، ترتفع أسعار الأسهم في كثير من الأحيان.