أعلنت إسرائيل فجر أمس الجمعة شن هجومًا عسكريًا على طهران، ردًا على العملية العسكرية التي قامت بها الأخيرة يوم السبت الماضي.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، أعلنت إيران إطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، بعد ضرب قنصليتها في سوريا.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وزيادة حدة الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران، أصبحت الأسواق العالمية على صفيح ساخن.
تأثرت الأسواق العالمية بشكل كبير بتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، خوفًا من جر منطقة الشرق الأوسط إلى حرب أكبر وأوسع وأعنف.
تؤدي تلك التطورات إلى وضع أسعار النفط وأسواق الأسهم العالمية، وكذلك الأصول التي تمثل ملاذات آمنة في حالة تقلب كبيرة.
عقب الانفجارات في إيران، والتي نسبتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، هيمن التوتر والحذر على أسواق الأسهم العالمية، لتتراجع بشكل قوي.
وهبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية، وهيمن الاتجاه الهبوطي على التعاملات، حيث انخفضت بورصة باريس بحوالي 0.30%، في حين تراجعت بورصة فرانكفورت بنسبة 0.60%، وهبطت بورصة ميلانو بـ 1.02%، وبورصة لندن بنحو 0.55%.
وفي بورصة وول ستريت الأمريكية، افتتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية التعاملات على تراجع وفقًا لعقودها الآجلة.
وتراوحت خسائر الأسهم الأمريكية بين 0.30% و0.70%، وسط عزوف المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر العالية.
وفي آسيا، تراجع مؤشر نيكي الأساسي في بورصة طوكيو بحوالي 1011.35 نقطة أي ما نسبته 2.66%، ليسجل أسوأ تراجع يومي له منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأنهت بورصة هونغ كونغ الصينية التعاملات على تراجع بنسبة 0.99%، في حين انخفضت بورصة شنغهاي بحوالي 0.29%.
أما الذهب، فقد ارتفعت أسعار المعدن الأصفر بنسبة 0.11%، في ظل الإقبال الواسع على الملاذات الآمنة، ليصل إلى 238.73 دولار للأونصة، ليظل بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلها في وقت سابق من تعاملات الأسبوع الماضي عند 2431.52 دولار للأونصة.
وعقب تلك الانفجارات التي حدثت في وسط إيران، قفزت أسعار النفط بأكثر من 4%، قبل أن تبدأ في التراجع، وسط آمال حدوث تراجع في التصعيد بين إسرائيل وإيران، خاصة بعدما أكدت وسائل الإعلام الإيرانية أن تلك الانفجارات لم تتسبب في أضرار بالغة، ولم يحدث أي ضرر للمنشآت النووية.
وتجاوزت العقود الآجلة لخام القياس برنت الـ 90 دولاراً، قبل انخفاضها إلى 86 دولاراً بعد ذلك.
وهبط سعر برميل خام القياس العالمي برنت من بحر الشمال للتسليم في يونيو بحوالي 0.67%، ليصل إلى 86.53 دولار، في حين تراجع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي للتسليم في مايو بنسبة 0.62% ليسجل 82.22 دولار.
ويرى المحللون أن أسعار النفط بمثابة البوصلة التي تقيس المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى أن إمدادات النفط قد تتعرض لخطر حقيقي في حال ردت إيران على تلك الانفجارات الأخيرة.
وأوضحوا أن استقرار أسعار النفط يتوقف حاليًا على رد الفعل الإيراني، ففي حال قامت إيران باستهداف ناقلات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز إلى أسواق العالم في آسيا وأوروبا، فإن الأسعار قد تصل إلى 120 دولار أو 130 دولار للبرميل، وسيدخل العالم في مرحلة خطيرة للغاية.
يشار إلى أنه يتم يوميًا شحن 21 مليون برميل عبر مضيق هرمز أي ما يعادل 20% من الاستهلاك اليومي العالمي.
وفي حال حدوث أي تطورات في الصراع الحالي، فإن المتضرر الأكبر سيكون كبار المستوردين للنفط مثل الصين التي تستورد حوالي 11.3 مليون برميل يوميًا، وكوريا الجنوبية واليابان والدول العربية غير النفطية.