ما هو تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي بثبيت الفائدةعلى الأسواق العالمية؟

ما هو تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي بثبيت الفائدةعلى الأسواق العالمية؟
قرر صناع السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي، تثبيت أسعار الفائدة على الدولار بين 5.25% و5.50%، وهو أعلى مستوى لها في 22 عامًا.
جاء قرار الفيدرالي الأمريكي متماشيًا مع توقعات السوق، التي كانت تشير إلى إبقاء الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة كما هي دون أي تغيير خلال اجتماع سبتمبر، بفضل البيانات الاقتصادية القوية.
وأثر قرار المركزي الأمريكي بشكل واضح وملحوظ على تحركات الأسواق ليس في الولايات المتحدة فقط بل على مستوى العالم، كما أثر على أسعار السلع مثل الذهب والنفط.
كما تأثر الدولار الأمريكي بقرار تثبيت الفائدة، بالإضافة إلى السندات الأمريكية سواء قصيرة الأجل والمتوسطة الأجل. 
بعض الأسواق استفادت بشكل كبير من قرار تثبيت الفائدة الأمريكية، والبعض الآخر تأثر سلبًا وتكبد بعض الخسائر.
جاء الذهب على رأس السلع المستفيدة من قرار تثبيت الفائدة، حيث ارتفعت أسعار الذهب العالمية عقب الإعلان عن نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي، ووصل سعر أوقية الذهب إلى 1.963.55. 
وزادت قوة الدولار فور صدور قرار المركزي الأمريكي، حيث تراجعت أغلب العملات الرئيسية أمامه، وهبط اليورو إلى 1.07 سنت، كما تراجع الين الياباني والفرنك السويسري، وسجل الدولار أعلى مستوى له في ستة أشهر في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي. 
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية بنسبة كبيرة، خاصة السندات قصيرة ومتوسطة الأجل، حيث سجلت أعلى مستوى لها في حوالي 16 عامًا، في حين تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات. 
وارتفعت أسعار أغلب العملات الرقمية وعوضت جزء من الخسائر التي تكبدتها خلال الأيام الأخيرة، وكسرت العملة الرقمية الأشهر "بيتكوين" حاجز 27 ألف دولار، قبل أن تتراجع مرة أخرى بفعل ارتفاع الدولار، وزيادة العائد على سندات الخزانة الأمريكية. 
في المقابل، أنهت أغلب الأسهم الأمريكية تعاملات يوم الأربعاء الماضي على تراجع، بعد أن سجلت مكاسب في بداية التعاملات. 
تراجع مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا في منتصف تعاملات يوم الأربعاء بنسبة 0.41%، كما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 0.12%، متأثرًا بمخاوف المستثمرين بشأن استمرار الفائدة المرتفعة لفترة أطول. 
وسجل النفط خسائر كبيرة على واقع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة الحالية.  
جاء هذا التراجع في أسعار النفط بفعل توقعات استمرار سياسة التشديد النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي، لكنه ظل أعلى مستوى 90 دولار للبرميل. 
يشار إلى أن أغلب البنوك المركزية حول العالم تتبع الاحتياطي الفيدرالي، إذ قرر بنك إنجلترا يوم الخميس الماضي تثبيت أسعار الفائدة، كما قررت البنوك المركزية في منطقة الخليج العربي الإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير. 
وأعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع توقعاته لمعدل النمو في الولايات المتحدة خلال العام الجاري بأكثر من الضعف، ليصبح 2.1% بدلًا من 1% في التوقعات السابقة.
ورفع الفيدرالي الأمريكي توقعاته للنمو خلال العام القادم عند مستوى 1.5% مقارنة بـ 1.1% في توقعاته السابقة. 
أما بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، فقد أعلن البنك المركزي الأمريكي رفع توقعاته للتضخم السنوي خلال عام 2023 ليصل إلى 3.3%، مقابل 3.2% في توقعاته السابقة الصادرة في يونيو الماضي. 
وأبقى المركزي الأمريكي توقعاته للتضخم في العام القادم عند 2.5%، بينما رفع توقعاته للتضخم في عام 2025 إلى 2.2% بدلًا من 2.1% في تقديراته السابقة.