ما هي السيناريوهات المتوقعة لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم؟

ما هي السيناريوهات المتوقعة لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم؟
يترقب المستثمرون عن كثب اجتماع صناع السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر الجاري، لمعرفة مسار أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
أظهرت أحدث البيانات الاقتصادية الصادرة قبل أيام، تباطؤ نمو أكبر اقتصاد على مستوى العالم، مما يعزز احتمالات توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة هذا الشهر، 
كما كشفت البيانات الصادرة عن وزارة العمل، أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف جديدة خلال شهر أغسطس الماضي بمعدل أكبر من المتوقع، إلا أن معدل البطالة ارتفاع، كما أن معدل زيادة الأجور نما خلال الشهر الماضي بأقل وتيرة منذ فبراير 2023.
عززت تلك البيانات الرهانات على توقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل مؤقت عن رفع سعر الفائدة، خلال اجتماعه يومي 20 و21 من سبتمبر الجاري
 ونما الاقتصاد الأمريكي بمعدل أقل من المتوقع خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث نما بنسبة 2.1%، مقابل 1.3% في الربع الأول، وكانت التوقعات تشير لنمو قدره 2.4%، مما يدل على أن السياسات المتبعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي أصبحت قادرة على كبح النمو الاقتصادي. 
بالرغم من ذلك، يرى بعض المحللين أن الباب يظل مفتوحًا أمام احتمالات مواصلة المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الحالي.
جاءت تلك البيانات الاقتصادية الهامة والمؤثرة بشكل قوي على قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، قبل ثلاثة أسابيع من الاجتماع المقرر انعقاده يومي 20 و21 سبتمبر 2023.
وخلال هذا الاجتماع، سيقرر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وأعضاء المجلس ما إذا كانوا قد ضغطوا على الاقتصاد بشكل كافي لإعادة التضخم الذي ارتفع لمستويات قياسية غير مسبوقة إلى مستواه المستهدف، بعد رفع سعر الفائدة القياسي لأعلى مستوياته في 22 عامًا
وكان جيروم باول، قد قال خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي جاكسون هول، إن البيانات الاقتصادية تعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي، مما يدفع الاحتياطي الفيدرالي لتطبيق المزيد من الزيادات الإضافية في أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
وأضاف، أن الاقتصاد الأمريكي ينمو بمعدل أكبر من المتوقع وأن مؤشر أسعار المستهلكين متسارع، مما يشير لاستمرار الضغوط التضخمية في البلاد. 
وأكد أن المجلس يسعى لإبقاء سعر الفائدة الأساسي مرتفعًا حتى تتراجع الزيادات القياسية في الأسعار، ويصل معدل التضخم إلى مستواه المستهدف البالغ 2%.
ويرى المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم مؤقتًا، ولكن هذا لا يعني أن الحرب ضد التضخم قد انتهت.
وارتفع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع خلال يوليو الماضي، مما يعزز توقعات تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم.
 وتؤكد أجدد البيانات أن الاقتصاد الأمريكي يتحسن بشكل ملحوظ، وقد تجاوز احتمالات الركود التي كانت تهدده من قبل، حيث أعلن جولدمان ساكس خفض توقعاته بشأن دخول الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة الركود من 20% إلى 15%.
وتشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة على الأقل مرة واحدة خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، بمعدل 25 نقطة أساس، خاصة بعد تأكيد الفيدرالي الأمريكي استمراره في كبح جماح التضخم لحين عودته إلى مستواه المستهدف.
بالرغم من ذلك، إلا أن هناك حالة من الضبابية وعدم اليقين تهيمن على اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، خاصة وسط انقسام أعضاء المجلس، قبل الاجتماع الحاسم يومي 20 و21 من الشهر الجاري.