ما هي تداعيات تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها قبل 15 يونيو؟

ما هي تداعيات تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها قبل 15 يونيو؟
‎في منتصف يناير الماضي، أعلنت الحكومة الفيدرالية الأميركية إن سقف الدين الأمريكي ارتفاع إلى أكثر من 31 تريليون دولار. ومنذ ذلك الحين، حاولت الحكومة استخدام وسائل محاسبة خاصة لإطالة عمر الأموال المسموح لها بإنفاقها دون رفع سقف الدين. 
‎وبين الأول من يونيو وحتى الخامس عشر منه، ستواجه وزارة الخزانة الأمريكية عجز هائل في التمويل يصل لأكثر من 100 مليار دولار، بحسب بيانات مركز الأبحاث بايبارتيزان بوليسي لمعطيات الخزانة.
‎قال كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، إن الحزب الجمهوري توصل إلى اتفاق مبدئي مع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين الأمريكي.
‎وأضاف، أنه سيتحدث مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مرة أخرى يوم الأحد المقبل، لمناقشة الصياغة النهائية لمشروع القانون، على أن يتم التصويت عليه في الكونغرس يوم الأربعاء القادم.
‎وتوقع وضع اللمسات النهائية على مشروع قانون سقف الدين الأمريكي ونشره يوم الأحد المقبل، لافتًا إلى أن الاتفاق لا يشمل أي برامج أو ضرائب جديدة.
‎ قالت جانيت يلين مؤخرا. ولكن ماذا سيحدث في حال رفض الكونغرس لمشروع قانون سقف الدين الحكومي، وما هي تداعيات هذا الرفض على الاقتصاد الأمريكي.
‎مجرد الحديث عن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون بحلول يونيو المقبل، شهدت الأسواق العالمية موجات هبوط قوية خلال الأسبوع الماضي، وسط قلق وحذر المستثمرين من عدم نجاح المفاوضات بشأن سقف الدين.
‎وتراجعت شهية المستثمرين، بعد أن انتشرت أنباء عن عدم التوصل لاتفاق بين الحزب الجمهوري وحكومة الرئيس "جو بايدن".
‎كما تراجعت أسعار النفط والذهب، وزادت المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، في ظل توقعات تخلف أكبر اقتصاد على مستوى العالم عن سداد ديونه.
‎وفي حال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها قبل يونيو المقبل، فإن هناك أضرار كبيرة ستلحق بالاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية والاقتصاد العالمي ككل. 
‎يعاني الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي من الارتفاع الهائل في معدل التضخم، وفي حال تخلف الخزانة الأمريكية عن سداد الديون فإن الضغوط ستزداد على الاقتصاد الأمريكي. 
‎حذرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، من تخلف الولايات المتحدة عن السداد اعتبارًا من 5 يونيو المقبل، بعد أن أشارت في وقت سابق إلى أن واشنطن قد تتخلف عن السداد في الأول من يونيو 2023. 
‎ وأضافت، في حال وصول الولايات المتحدة لسقف الدين، فإنها ستكون أمام خيارات صعبة للغاية بشأن الفواتير التي لم تسدد. 
‎ولكن مع تأكيد الحزب الجمهوري والبيت الأبيض على عدم تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، يصبح الإنفاق الحكومي هو المسألة التي يجب اتخاذ قرار صعب بشأنها. 
‎ومن الممكن أن تقرر الوزارة إرجاء بعض المدفوعات للضمان الاجتماعي و"ميديكير" وبرامج "ميديك ايد" التأمين الصحي، والتي تساعد عشرات الملايين من الأشخاص في تكاليف التقاعد والرعاية الصحية.
‎أو من الممكن أن توقف الخزانة بعض المدفوعات في جميع المجالات بشكل مؤقت، مما يساعد في تخفيف تداعيات ذلك على الأشخاص الذين يتلقون الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، إلا أنه سيزيد من عدد الخدمات الحكومية المتضررة.  
‎ويمكن أن تختار الخزانة إرجاء بعض المدفوعات للضمان الاجتماعي وميديكير وبرامج ميديك ايد (للتأمين الصحي) والتي تساعد عشرات ملايين الأشخاص في تكاليف التقاعد والرعاية الصحية.
‎أو يمكنها أن توقف موقتا بعض المدفوعات في جميع المجالات، ما من شأنه تخفيف تداعيات ذلك على متلقي الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، ولكنه سيزيد من عدد الخدمات الحكومية المتضررة.
‎وفي حال نجاح وزارة الخزانة في سداد التزاماتها المادية قبل تاريخ 15 يونيو، سيكون بإمكانها تفادي تعثرًا ماديًا قويًا خلال الأسابيع المقبلة.  
‎ وأظهرت بيانات مركز "بايبارتيزان بوليسي للأبحاث" وجود حوالي 80 مليار دولار من العائدات المستحقة من ضرائب الدخل الفصلية للأفراد والشركات، أي أكثر بكثير من الإنفاق البالغ 22 مليار دولار. 
‎ ومن شأن ذلك إحياء خزائن الحكومة، وإبعاد المشكلة عن الخزانة لمدة أطول، ولكن بشروط عدم ظهور حاجة غير متوقعة لمدفوعات مالية كبيرة. 
‎ ولكن دائمًا ما يكون حجم عائدات الضرائب أقل مما تنفقه الدولة، لذا فإن هذه الخطة ليست مستدامة. 
‎ومن جانبه، قال البيت الأبيض في بيان أصدره مؤخرًا، إن تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها ليس خيارًا، وأن المشرعين يفهون ذلك جيدًا. 
‎ وأكد على ضرورة توصل الجمهوريين والديمقراطيين إلى اتفاق بشأن رفع سقف الدين، أو إجراء تخفيضات كبرى في الإنفاق، حيث إن التخلف عن السداد سيؤدي إلى أضرار قوية في الاقتصاد الأمريكي.