تترقب الأسواق العالمية اجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي سينعقد خلال اليوم الخميس، وقرار البنك بشأن السياسة النقدية له خلال الفترة المقبلة والتي سوف يكون لها تأثير كبير على سوق العملات وخاصة العملة الأوروبية اليورو مقابل العملات الأخرى.

ويأتي ذلك في ظل الفترة الراهنة التي تمر بها القارة الأوروبية بأكملها مع ارتفاع تكاليف المواد الغذائية ونقص في الغاز الطبيعي الذي يعتبر من أهم مصادر المعيشة لدى سكان أوروبا لها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية ومدى تأثيرها القوي على أوروبا، وخاصة عقب وقف إمدادات الغاز الروسسية إلى بعض المضخات في الفترة الماضية.

تمر القارة العجوز بحالة من التوتر والقلق الشديد بالنسبة للجانب الأقتصادي في ظل ارتفاع نسب التضخم إلى مستويات العالية والمخاوف من حدوث ركوداً للاقتصاد، ومنذ انعقاد اجتماع البنك المركزي الأوروبي خلال الشهر الماذي، تم صدور العديد من البيانات الأقتصادية والتي كان لها رأياً في قرار البنك المركزي اليوم بشأن أسعار الفائدة.

وواجهت أوروبا نسب تضخم مرتفعة للغاية خلال الفترة الماضية ومن بينها ارتفاع المؤشر السنوي لأسعار المستهلكين بنسبة بلغت 9.9% وهو الأعلى في أوروبا على أساس سنوي.

في الوقت السابق صدرت العديد من التوقعات من صانعي السياسة في أوروبا وأحد المسئولين في البنك الأوروبي والتي تشير بقيام البنك برفع أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس تقريباً خلال اجتماعه اليوم.

بالإضافة إلى تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" خلال الأسبوع الماضي باستمرار البنك في رفع الفائدة خلال اجتماعه المقبل والمقرر عقده اليوم الخميس، خاصة في ظل ارتفاع التضخم بنسب كبيرة للغاية خلال الأشهر الماضية والذي سيكون له تأثيراً كبيراً على نمو الاقتصاد في المنطقة الأوروبية.

ومن جانبه فقد أوضح عضو لدى البنك الرمركزي بأن رفع الفائدة في أكتوبر بنحو 75 نقطة ييعتبر أمراً مناسباً للغاية خاصة في الوضع الاقتصادي الصعب التي تمر به أوروبا، كما أشار بإمكانية تأجيل الميزانية العمومية للعام القادم.

أوضح البنك الأمريكي جولد مان ساكس بأن البنك المركزي الأوروبي سيرفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، حيث أشار بأن لجنة السياسة النقدية في البنك تتجه إلى إيطاء وتيرة رفع الفائدة الأوروبية خلال الفترة المقبلة.

في حالة قيام البنك المركزي الأوروبي برفع الفائدة بنحو 75 نقطة أساس سيكون له تأثير قوي على العملة الأوروبية الموحدة وترتفع مقابل العملات الأخرى، بالإضافة إلى قيام المستثمرين بشراء اليورو كملاذاً أمناً ومرة أخرى، لأن هذا القرار سيعبر عن هدف البنك الرئيسي وهو السيطرة على نسب التضخم المرتفعة أولاً.

أما في حالة رفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس خوفاً من حدوث ركوداً في الاقتصاد الأوروبي، فسوف يواجه اليورو الكثير من الضغوطات ويتراجع، لأن هذا يدل بأن المركزي الأوروبي في حالة من القلق بشأن رفع الفائدة بوتيرة سريعة.