تسبّب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، الذي دخل يومه الثاني، في تعليق إصدار بيانات إعانة البطالة الأسبوعية، والتي كان من المقرر أن تصدرها وزارة العمل الأمريكية يوم الخميس.ويأتي ذلك في وقت حرج تشهد فيه الأسواق ترقبًا لهذه البيانات باعتبارها مؤشرًا مهمًا لقياس متانة سوق العمل.ولا يقتصر تأثير الإغلاق على هذه البيانات فحسب، بل يمتد ليهدد أيضًا بتأجيل نشر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المقرر إعلانه يوم الجمعة، والذي يحظى بمتابعة دقيقة من جانب المستثمرين والبنوك المركزية حول العالم، باعتباره من أكثر المؤشرات الاقتصادية تأثيرًا على قرارات السياسة النقدية.غياب هذه البيانات يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، ويضع صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي أمام تحديات أكبر، إذ سيتعيّن عليهم الاعتماد على مؤشرات بديلة لتقييم وضع سوق العمل. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي ضغوطًا متزايدة من تباطؤ النمو وتراجع ثقة المستهلكين.وتزامن تعليق نشر بيانات البطالة مع صدور تقرير مؤسسة ADP الخاص بالقطاع الخاص يوم الأربعاء، والذي أظهر فقدان 32 ألف وظيفة خلال سبتمبر. وقد أثار هذا التقرير قلقًا واسعًا بشأن تباطؤ التوظيف في أكبر اقتصاد في العالم، ما قد يعزز التوقعات بقيام الفيدرالي بتسريع خطواته نحو خفض أسعار الفائدة لدعم النشاط الاقتصادي.ومع استمرار الإغلاق الحكومي وتعطل تدفق البيانات الرسمية، يجد المستثمرون أنفسهم أمام صورة ضبابية تزيد من تقلبات الأسواق، بينما يترقب الجميع أي مؤشرات بديلة يمكن أن تعكس الاتجاه الحقيقي لسوق العمل الأمريكي.