أظهرت بيانات رسمية صادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك اليوم أن النشاط الصناعي في الولاية سجل نموًا غير متوقع خلال شهر أكتوبر، في تحوّل مفاجئ يخالف التقديرات التي رجحت استمرار الانكماش في القطاع.
ووفقًا للبيانات، بلغ المؤشر التصنيعي لولاية نيويورك مستوى 10.7 نقطة خلال أكتوبر، مقارنة بتوقعات الأسواق التي كانت تشير إلى انكماش بنحو 1.8 نقطة. كما تمثل هذه القراءة تحسنًا كبيرًا مقارنة بشهر سبتمبر، الذي شهد انكماشًا بلغ 8.7 نقطة.
يُعد هذا المؤشر من المؤشرات الرائدة التي تُستخدم لقياس صحة القطاع الصناعي في منطقة نيويورك، إذ يعتمد على استطلاع شهري يُجريه الاحتياطي الفيدرالي يشمل حوالي 200 مصنع في الولاية.
ويُطلب من المشاركين في الاستطلاع تقييم ظروف العمل العامة بما يشمل الإنتاج، والطلبات الجديدة، والتوظيف، والمخزونات، ومستويات الأسعار.
وتُشير القراءة الإيجابية للمؤشر في أكتوبر إلى تحسن ملحوظ في أوضاع المصانع، وقدرتها على التكيف مع الضغوط الاقتصادية الحالية، سواء من ناحية ارتفاع التكاليف أو تباطؤ الطلب.
كما يُنظر إلى هذا التحسن على أنه مؤشر مشجع بالنسبة للنمو الصناعي في مناطق أوسع تشمل الغرب الأوسط والشمال الشرقي من الولايات المتحدة، نظرًا للتشابك الكبير في سلاسل التوريد والأنشطة التصنيعية.
ويرى الاقتصاديون أن هذه القراءة قد تكون إشارة مبكرة على استقرار نسبي في النشاط الصناعي الأمريكي، وهو ما قد ينعكس لاحقًا على قرارات السياسة النقدية التي يتخذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصًا في ظل سعيه لتحقيق توازن بين دعم النمو الاقتصادي ومواجهة التضخم.
ويأتي هذا التحسن المفاجئ في وقت تسود فيه حالة من الحذر في الأسواق بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأخير من العام، مما يجعل بيانات مثل مؤشر نيويورك التصنيعي محل متابعة دقيقة من قبل المستثمرين وصناع القرار الاقتصادي على حد سواء.