المركزي الأوروبي: السيطرة على التضخم تزداد تعقيداً وسط تحولات عالمية وهيكلية عميقة

المركزي الأوروبي: السيطرة على التضخم تزداد تعقيداً وسط تحولات عالمية وهيكلية عميقة

حذّر البنك المركزي الأوروبي من أن تحقيق الاستقرار في معدلات التضخم سيصبح أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة، نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، واستمرار التحولات الاقتصادية العالمية، وظهور تقنيات مؤثرة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يخلق بيئة أكثر ضبابية للأسعار والسياسات النقدية.

وأوضح البنك في تقرير استراتيجي نُشر يوم الإثنين بشأن توجهاته المستقبلية للسياسة النقدية، أن العالم يمر بمرحلة تحول هيكلي عميق تشمل التشرذم الجيوسياسي والاقتصادي، إلى جانب التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضفي مزيدًا من التعقيد على ديناميكيات التضخم، ويُصعّب من مهمة البنوك المركزية في ضبط الأسعار.

وفي هذا السياق، صرّحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، بأن هذه البيئة الجديدة باتت تؤثر بشكل واضح على معنويات المستهلكين في منطقة اليورو، وتُثير مخاوف متزايدة بشأن استقرار الأسعار، لكنها شددت في الوقت ذاته على التزام البنك الراسخ بالحفاظ على هدفه الأساسي المتمثل في استقرار الأسعار.

وأضافت لاجارد أن البنك سيتعامل مع هذه التحولات من خلال أدواته التقليدية، مؤكدة أن أسعار الفائدة ستظل الوسيلة الأساسية لتوجيه السياسة النقدية، في حين سيبقى خيار شراء السندات مطروحًا ضمن أدوات الدعم غير التقليدية، التي استخدمها البنك على نطاق واسع خلال فترات الانكماش والتباطؤ الاقتصادي السابقة.

ويأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه أوروبا ضغوطًا متعددة، تتراوح بين ضعف الطلب الداخلي وتذبذب سلاسل الإمداد، إلى جانب التوترات التجارية مع بعض الشركاء الدوليين، ما يعقّد مهمة البنك المركزي في رسم سياسة متوازنة بين دعم النمو وكبح التضخم.

ويرى مراقبون أن تصريحات البنك تمثل تلميحًا إلى احتمال استمرار تشديد السياسات النقدية بوتيرة حذرة ومدروسة، مع مراعاة التأثيرات طويلة المدى للتحولات التكنولوجية والجيوسياسية على الاقتصاد الكلي في منطقة اليورو.